أختتمت بجامعة السلطان قابوس أعمال المؤتمر الثالث لمركز الإرشاد الطلابي بعنوان (الإرشاد النفسي والعالم المعاصر) بمجموعة من التوصيات أبرزها: ضرورة تعزيز كفاءة الأخصائيين والمعالجين النفسيين والتربويين في مجال التكنولوجيا الحديثة بما يمكنهم من تجاوز التحديات التي يواجهونها، وبما يخدمهم في عملهم الإرشادي لا سيما متابعة وحماية الأطفال من مخاطر سوء استعمالها.
توفير فرص التدريب وبيئة العمل المحفّزة للأخصائيين النفسيين والأطباء والعاملين بميدان الإرشاد والعلاج النفسي، مما يعزّز من استقرارهم الوظيفي ويزيد من كفاءتهم في تصميم البرامج الإرشادية وفق المعايير الأخلاقية والقانونية لمهنة الإرشاد النفسي.
الاستفادة من النتاج الإيجابي لاستخدام التكنولوجيا الحديثة خلال الأزمات، والاطلاع على التجارب الناجحة في ذلك، واستثمارها لإدارة الأزمات وحماية الصحة النفسية للأفراد (جائحة كورونا مثال).
الأساليب الحديثة في الإرشاد والعلاج النفسي
أوصى المؤتمر ايضا ببذل المزيد من الجهد العلمي بحثا واهتماما، من خلال مناهج الإرشاد النمائي والوقائي والعلاجي بما يتعلق بجودة الحياة لدى فئات المجتمع المختلفة لا سيما الشباب، بما يؤدي إلى تحسين مهاراتهم في التصدي للتحديات التي تواجههم وتعزّز قدرتهم على الاستمتاع بالحياة. والعمل على نشر الوعي الإرشادي المجتمعي حول الضغوط والاضطرابات والتحديات المتعلقة بالأزمات النفسية وكيفية مواجهتها، ووضع البرامج والخطط الإرشادية التخصصية للإفادة منها في التعامل مع الحالات الطارئة والأزمية. وتشجيع ودعم الإرشاد والعلاج النفسي عن بعد في المجالات والخدمات المناسبة لهذا النوع من الإرشاد، مع ضرورة وضع دليل إرشادي يتضمن أخلاقيات وضوابط العمل الإرشادي عن بعد.
كما أكد المؤتمر في توصياته على الحرص على الاستفادة من الاتجاهات والأساليب الحديثة في الإرشاد والعلاج النفسي في علاج الاضطرابات النفسية، وتعزيز أهمية الثقافة الإرشادية النفسية لدى مؤسسات المجتمع المختلفة. تفعيل دور البرامج الإرشادية، والتوعية بأهميتها في مؤسسات وقطاعات المجتمع من خلال دمجها في الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية وغيرها. العمل على تصميم برامج وخطط إرشادية خاصة بالطلبة الموهوبين وذوي الإعاقة، تركز على الكفاءة النفسية والدافعية والتواصل الفعّال لديهم، مما يعزز قدرتهم على الاندماج في المجتمع، ووضع قوانين تسهل وتساعد في تحقيقه.
التوسع في طرح القضايا الإنسانية المعاصرة في الإرشاد النفسي، والمستجدات على مستوى العالم، والانفتاح على الثقافات المختلفة والتجارب المحلية والعالمية في التعامل معها وتبادل الخبرات حولها. دمج وتكامل مضامين الشريعة الإسلامية مع البحوث التربوية والنفسية، والخروج بدراسات علمية تثري مجالات علم النفس المختلفة وتطبيقاته العملية.
مشاركات وأهداف
وهدف المؤتمر الذي أستمر 3 أيام إلى إبراز أحدث المستجدات المتعلقة بالإرشاد النفسي، والتعرف على دوره في التعامل مع مفردات العالم المعاصر، والوقوف على التحديات التي تواجه الإرشاد النفسي في ظل جائحة كورونا Covid- 19، ودعم التعاون بين مختلف المؤسسات في مجال الخدمة الإرشادية النفسية فضلا عن نشر الثقافة الإرشادية في المجتمعات المختلفة، وعرض ومناقشة أحدث الدراسات والبحوث العلمية والتطبيقية في هذا المجال.
وبلغ عدد المشاركات المقدمة في المؤتمر ما يقارب 208 مشاركات من ست عشرة دولة عربية شقيقة وأجنبية، إلى جانب مشاركات من مؤسسات التعليم العالي ووزارات أخرى داخل السلطنة، توزعت بين مشاركات بحثية وورش تدريبية وملصقات، إذ يبلغ إجماليا الأوراق المقبولة التي أجازتها اللجنة العلمية وستعرض في المؤتمر مايقارب133 بحثا، و10ورش تدريبية في مجال الإرشاد النفسي، إلى جانب5 ملصقات.
وناقش المؤتمر في جلساته عشرة محاور هي: الإرشاد النفسي والتكنولوجيا الحديثة، الواقع والاتجاهات الحديثة في الإرشاد النفسي، وفي مجال إعداد المرشد النفسي، الصحة النفسية والإرشاد النفسي في سياق جائحة كورونا Covid- 19، دور الإرشاد النفسي في تحسين جودة حياة الفرد في ظل التحديات المعاصرة، الإرشاد النفسي وإدارة الأزمات والكوارث، الإرشاد النفسي عن بُعد، الإرشاد النفسي والأساليب العلاجية الحديثة للاضطرابات النفسية، الإرشاد النفسي وإدارة التغيير، الإرشاد النفسي للموهوبين وذوي الإعاقة، الإرشاد النفسي عبر الثقافات.