أثبتت دراسة أجراها فريق بحثي بمستشفى الجامعة أن الأطفال الذين يعانون من انقطاع النفس عند النوم بسبب تضخم اللوزتين واللحمية يعانون أيضا من فرط في النشاط وقلة في التركيز، ويؤثر ذلك سلباً على تحصيلهم الدراسي، وأن إجراء العملية مبكراً يساعد في استعادتهم لقدراتهم العقلية وتحسين مستواهم الدراسي.
سعت الدراسة إلى تقييم تأثير استئصال اللوزتين ولحمية الأنف على مستوى الإدراك والسلوك لدى الأطفال العمانيين بمتوسط عمر 9-14 سنة والذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي النومي.
وقد أجريت هذه الدراسة المبنية على الملاحظة خلال الفترة الممتدة من شهر يناير 2012 إلى شهر ديسمبر 2014. إذ تم إخضاع جميع الأطفال العمانيين المشاركين فيها والذين يعانون من تضخم اللوزتين ولحمية الأنف إلى دراسة للنوم، وكذلك تم اخضاع الأطفال الذين ثبت لديهم انقطاع النفس الانسدادي النومي إلى تدخل جراحي متمثل في استئصال اللوزتين ولحمية الأنف. وقد تمت دراسة مستوى الإدراك والسلوك لدى هؤلاء الأطفال قبل وبعد ثلاثة أشهر من التدخل الجراحي.
وبلغ عدد الأطفال المشاركين في الدراسة 37 منهم 24 ( 65%) ذكور، و13 (35%) إناث. وبلغ متوسط أعمار المشاركين الذكور 1.9 ± 11.4 سنة، والإناث 1.5 ± 11.1 سنة. وبعد التدخل الجراحي انخفض مؤشر انقطاع التنفس أثناء النوم بمعدل 56%، كما أشارت النتائج أيضا إلى انخفاض ملحوظ في المؤشرات الفرعية لمؤشر انقطاع النفس أثناء النوم متضمنا مؤشر تشبع الأكسجين (78%)، ومؤشر عدد التشبع (68%)، وعدد مرات انقطاع النفس (74% لكل منهما)، كما لاحظ الباحثون تحسنا كبيرًا في مستوى الإدراك لدى الأطفال متضمنا مستوى الانتباه والتركيز (42% )، وطلاقة اللسان (92%)، والتعلم/الذاكرة (38%)، ومهارات التنفيذ (52%)، ومعدل الذكاء العام (33%). وأشارت الدراسة أيضا الى انخفاض معدل عدم الانتباه وفرط الحركة بنسبة (21%).
وتوضح هذه النتائج فعالية التدخل الجراحي (استئصال اللوزتين واللحمية) في تحسن مستوى الإدراك والسلوك لدى الأطفال الذين يعانون من أعراض فرط الحركة وقلة الانتباه بسبب انقطاع النفس الإنسدادي النومي بسبب تضخم اللوزتين ولحمية الأنف، ومن الممكن ملاحظة هذه التغيرات خلال ثلاثة أشهر بعد التدخل الجراحي.