X638311283768843821

 



  

Banner-02638735669713724437

 

كيف تتعامل مع وسائل التواصل الحديثة؟

الدكتور سلطان بن سالم اليحيائي -شريك مؤسس ومدير التدريب والاتصال الخارجي لأكاديمية البرمجة- يعمل كمدير تقنية المعلومات بشركة كهرباء مزون، وهو دكتور زائر بجامعة السلطان قابوس في المجال البحثي، تتمحور اهتماماته على تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، علم البيانات، شبكات الطاقة الذكية، والطاقات المتجددة. يهتم الدكتور سلطان بتدريس البرمجة ومفاهيم التفكير المنطقي للناشئة والباحثين عن عمل. وقام بنشر أكثر من 30 بحثًا علميًا في مجلات محكمة وأكثر من 40 ورقة في مؤتمرات دولية. وقد تلقى تعليمه الجامعي ودراساته العليا بجامعة السلطان قابوس، فكان لنا معه هذا الحوار حول وسائل التواصل الاجتماعية.

 

وسائل التواصل متغيرة


يقول الدكتور سلطان اليحيائي ردًا على سؤال حول السبب الذي يجعل الأفراد اليوم يميلون لاستخدام وسائل التواصل بصورة كبيرة: “إن تغير وسائل التواصل بين الأفراد والمجتمعات في مختلف عصور الحضارة البشرية هو سبب ذلك، ومع بزوغ فجر التقنيات الحديثة، توجه الناس للتواصل عن طريق وسائل التواصل التقنية التي ساهمت في بناء شبكة واسعة من المعارف تجاوزت الحدود الجغرافية، كما توسعت وتعددت استخداماتها، ولم تقتصر على كونها وسائل للتواصل العام فقط، بل تكونت خلالها شبكات متخصصة في مجالات مختلفة”.
مشيرًا إلى أن وسائل التواصل هذه تتميز بالسرعة في نقل المعلومة والمعرفة (دون الالتفات إلى موضوع دقة المعلومة وصحتها) مما ساعد ورسخ فكرة العولمة، وأن العالم يتشكل كقرية صغيرة واحدة؛ إذ يستطيع الشخص في سلطنة عمان معرفة ما يدور في كل مناطق العالم، وتجاوز الأمر مجرد المعرفة إلى التفاعل وربما يصل الأمر إلى التأثير.

 

 

 

لكل وسيلة ميزة


هل بإمكان هذه الوسائل الحديثة أن تلغي أهمية وسائل الإعلام التقليدية؟ يقول الدكتور سلطان اليحيائي: “لكل وسيلة من الوسائل مجال عمل محدد، ولكل منها فئات ومتابعين وطبيعة محتوى متميز. وخلال السنوات الأخيرة رأينا نوعًا من التنافس غير المنظم بين هذه الوسائل، حيث كل وسيلة تحاول أن تفرض وجودها، بينما تحاول الوسيلة الأخرى اللحاق بها أو دخول مجال ليست متخصصة فيه، وهذا التداخل شكل ضغطا على المتلقي وعزز مفهوم عدم المصداقية أو زعزعة الثقة في وسائل التواصل بكافة أشكالها”. ويرى الدكتور سلطان أن كلا الوسيلتين (التقليدية والحديثة) ستستمر فترة من الزمن مع ضرورة التكامل والحفاظ على الحدود بينهما وإن كانت هلامية بعض الشيء.

 

 

هل لها فوائد؟

وعن الفائدة التي يحصل عليها الأفراد جراء استخدام هذه الوسائل يقول الدكتور سلطان اليحيائي إن عالم اليوم مليء بالأحداث بشتى أنواعها (سياسية، اجتماعية، اقتصادية … إلخ)، ويرغب الكثير من الناس اليوم الاطلاع والتفاعل مع هذه الأحداث في مختلف بقاع العالم. ومن الممكن أن تتسبب كثرة الأحداث والوسائل في التأثير على توجهات الأفراد، كما أنها قد تتسبب في عدم قدرة الأفراد على التركيز وترتيب الأولويات إلا أنها ساهمت في زيادة الوعي الجمعي لدى المجتمعات. بالإضافة إلى ذلك، فقد وفرت وسائل التواصل الاجتماعي مصدرًا معرفيًا علميًا “سريعًا” يمكن من خلاله الاطلاع على أحدث التوجهات ومعرفة آخر المستجدات في مختلف التخصصات. كما استطاعت وسائل التواصل الاجتماعي أن تكون منصة لترويج المنتجات وساهمت في تكوين قاعدة جماهيرية افتراضية، كذلك فإنها ساهمت في تكوين “دخل” مالي من خلال الأنشطة المرتبطة بالتسويق والترويج أو حتى عمليات البيع من خلال هذه المنصات.

 

ضوابط تبعدك عن الفخ

حول الضوابط والأخلاقيات في استخدام هذه الوسائل يقول الدكتور سلطان اليحيائي: “من أهم الضوابط المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي هو استخدامها بطريقة آمنة لتجنب الوقوع في فخ عمليات النصب والاحتيال. كما ينبغي العمل على الحفاظ على بصمة رقمية نظيفة من خلال استخدام وسائل التواصل بطريقة مهذبة مع الحفاظ على القيم والأخلاق المجتمعية. من الجيد معرفة المستخدم بجوانب الوعي القانوني المرتبط بالجرائم الإلكترونية الناتجة عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي” مشيرًا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تتميز بإمكانية التخفي وراء أسماء مستعارة مما يشكل التصور الذهني للبعض بعدم إمكانية تتبعهم تقنيًا متسببين بمضايقات للآخرين ومكونين تكتلات افتراضية لدعم قضايا مثيرة للجدل تتنافى بعضها مع القيم المجتمعية. عليه، ينبغي على الأفراد بناء الوعي الكافي للتعامل مع القضايا التي تُطرح والتأكد من مصداقيتها وتوجهات القائمين عليها.

 

لتحقيق النجاح

ويوضح الدكتور سلطان اليحيائي أن هناك العديد من منصات التواصل الاجتماعي تتميز فيما بينها في مجال الاستخدام وطبيعة المعلومات التي تغطيها، كما توجد بعض وسائل التواصل الاجتماعي المهنية التي يمكن للشخص بناء روابط ومعارف مهنية متخصصة، كذلك يمكن استخدامها في مجال التوظيف، حيث تحرص العديد من المؤسسات على استقطاب الموظفين من خلال مراجعة حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي. وتوفر بعض وسائل التواصل الاجتماعي منصات تعليمية مجانية تساهم في نشر المعرفة؛ مما يساعد الطالب على توسيع مداركه وإمكانية متابعة محتوى علمي متخصص يقدم من قبل أهم الشخصيات المرموقة في مجال التخصص.

 

About the Author

ايمان الحسنية

ايمان الحسنية

محرر محتوى