كتب: إسحاق السعيدي
نظمت جماعة صوت المجتمع بعمادة شؤون الطلبة أمسية جماهيرية في المسرح المفتوح بعنوان “ميتافيرس” قدمها عبدالله السبع- خبير تقني سعودي وناشط معروف في منصات التواصل الاجتماعي، وذلك تحت رعاية الدكتور غازي بن علي الرواس- عميد البحث العلمي بالجامعة.
قام بإدارة الأمسية الطالب عبدالله البلوشي، بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وهو من الناشطين في منصات التواصل الاجتماعي في المجالات التقنية، وطرح مجموعة من الأسئلة على الضيف حول مستقبل العالم الافتراضي.
تحدث السبع- المحرر التقني في اندبندنت عربية، عن أحوال التقنية وذكرياتها في زمن سابق، وكيف تطورت بشكل مذهل خلال مدة وجيزة، وذلك تمهيدا لحديثه عن العالم الافتراضي الذي يعتقد أنه سيبدأ في الظهور خلال 5 سنوات، وعند سؤاله عن معنى “ميتفايرس” أجاب بإيجاز أنه: “العالم الآخر”، ويعني بذلك أنه عالم مختلف تماما عن العالم الواقعي الذي نعيش فيه، إذ قدم شرحا مفصلا عن إمكانية الدراسة في الجامعة دون الحاجة إلى الحضور إليها في الواقع الافتراضي.
عن سؤال الأدوات والأجهزة المتطلَّبة لإنشاء واقع افتراضي، أعطى مثالا على النظارة التي أنتجتها شركة (OPPO) التي يظهر العالم الافتراضي في عدساتها، في مقدمة لاختفاء نظارات العين المعتادة التي ستتلاشى خلال 10 – 20 سنة، خصوصا أن شركة ميتا قد بدأت فعلا في إنتاج نظاراتها الخاصة.
كما ذكر بأن بناء الواقع الافتراضي مكلف جدا لشركات التقنية، ورغم أن تكلفته تصل إلى المليارات، إلا أن شركات مثل مايكروسوفت وفيسبوك قد بدأت بالفعل في إنشاء واقعها الافتراضي، الذي سيكون متوفرا خلال 10 سنوات من الآن.
وأضاف السبع بأن الجامعات ستبدأ بتبني العالم الافتراضي في الأنشطة الجامعية المختلفة خلال فترة وجيزة، مع توفير هذا العالم لتكلفة دراسة منخفضة وأساتذة مهرة في أرقى الجامعات، خصوصا أن عالم التعليم هو أحد العوالم المستهدفة من هذه التقنيات إلى جانب العالم الطبي وعالم ألعاب الفيديو.
وعن المعضلة الأكبر التي يخشاها الكثيرون يقول السبع: صحيح أن كثير من الوظائف ستلغى، إلا أن وظائف كثيرة أخرى ستظهر، وذلك تزامنا مع تغير التخصصات الدراسية في ظل واقع جديد كليا.
كذلك طرح المحاوِر عبدالله البلوشي سؤالا مهما لعبدالله السبع حول إمكانية تأثير ميتافيرس وباقي تقنيات العالم الافتراضي على الصحة العقلية للمستخدمين، وأشار السبع بأن لهذه التقنيات فوائد ومضار، وأن على الإنسان ألا يفرط في استخدام أي شيء بما فيه هذه التقنية الجديدة، إذ إنها من مسببات الإدمان الذي يؤثر على العلاقات الاجتماعية، بالإضافة إلى المضار الصحية، وعلاقتها بقضايا التنمر الإلكتروني.
ولم يغفل ضيف الأمسية الحديث عن أزمة الخصوصية الشخصية لمستخدمي تقنيات العالم الافتراضي، إذ قال إنه يجري الآن بناء قوانين خاصة لتحكم هذه العوالم،يتم تطوير منظومات لحماية خصوصية المشتركين، ليتم تطبيقها مباشرة مع بداية ظهور العالم الافتراضي في عالمنا الواقعي.