في مطلع كل عام جديد، يقرر الكثيرون اتباع نظام غذائي معين لتحقيق نتيجة سريعة وملحوظة لنزول الوزن، وبغض النظر عما يناسبهم من أنواع الحميات الغذائية فهم يتجهون نحو أي نظام يكون موضة العام كنظام الكيتو جينيك الذي انتشر في الآونة الأخيرة. ومن الجانب الصحي غالبًا ما ينصح باتباع أنظمة غذائية صحية لتحقيق صحة الجسم أولا ولتجنب الأمراض المزمنة المنتشرة في عصرنا هذا. عن الحميات الغذائية أنواعها فوائدها وأضرارها يحدثنا صلاح بن سالم الشكيلي _أخصائي تغذية علاجية بمستشفى جامعة السلطان قابوس_.
التغذية أسلوب يتعلمه الإنسان
يقول صلاح الشكيلي: “من الطبيعي أن يكون الغذاء والتغذية جزء من الموضة أو الـ”ترند” فهو جزء من حياتنا اليومية، وفي العادة فإن الناس يتناولون غذاءهم على حسب عوامل مختلفة قد تكون دينية او إجتماعية أو مالية. وفي وقتنا الحالي هناك عامل منصات التواصل الإجتماعي أو ما يعرف بالسوشيل ميديا، وهي تعتبر من أقوى العوامل المؤثرة في طريقة اختيارنا وتناولنا للأطعمة المختلفة”.
يؤكد صلاح الشكيلي أن الحمية الغذائية الصحية ضرورية لكل شخص من أولى ساعات ولادته؛ موضحًا “إن التغذية غير السليمة في مرحلة النمو قد تؤدي الى أمراض مستقبلية عند بلوغ مراحل سنية مختلفة. فعلى سبيل المثال إذا لم يتم تقديم الغذاء الصحي المتوازن في المراحل الأولى من حياة الطفل، فإنه في أغلب الأحيان سينمو الطفل على تغذية غير سليمة”. مشيرًا إلى أن التغذية أسلوب يتعلمه الإنسان، لذلك فالتغذية الصحية متعلقة بأولى ساعات الإنسان.
لكل حمية هدف معين
يعرف صلاح الشكيلي الحمية على أنها تناول أغذية معينة وبكميات معينة لتحقيق هدف معين في إطار زمني معين. فعلى سبيل المثال، التغذية الصحية تتحقق بتناول أغذية تتضمن جميع المجموعات الغذائية الخمسة وهي من الناحية النوعية: مجموعة اللحوم وبدائل اللحوم، مجموعة الألبان ومنتجات الألبان، مجموعة الفواكة، مجموعة الخضروات، ومجموعة الخبز والحبوب. أما من الناحية الكمية فإن هذه العناصر الغذائية التي تنتمي للمجموعات الغذائية تحسب بمقدار يسمى حصة، وكل عنصر غذائي له حصة معينة متعارف عليها.
وحول الهدف الأساسي للحمية الغذائية يقول صلاح الشكيلي: “تسعى التغذية الصحية إلى المحافظة على الصحة العامة للشخص، فالتغذية الصحية لمريض السكري على سبيل المثال تهدف إلى تناول مواد غذائية محددة وبكميات معينة لتحقيق توازن في معدل سكر الدم في جسم المريض. والتغذية الصحية للرياضيين تهدف إلى مساعدة الرياضيين على تحقيق أهدافهم الرياضية من خلال الاستغلال الأمثل للجسم الرياضي سواء خلال أيام التمرين والتدريب أو خلال المباراة”.
“الكيتو” أحدث صيحات الأنظمة الغذائية
يوضح صلاح الشكيلي أن حمية “الكيتو جنيك” هي حمية طبية في الأصل، تهدف إلى علاج الأطفال المصابين بالصرع، وهي تتمحور على فكرة توليد الطاقة في الجسم من خلال تكسير الدهون بدل تكسير الكربوهيدرات، الذي يعتبر في الأصل الطريقة الأمثل لحصول خلايا المخ على الطاقة المطلوبة، وهذا يتطلب من الجسم تغيير مسار العمليات الأيضية أو الاستقلالية مما قد يؤدي إلى آثار سلبية على جسم الشخص.
ويقول: “للأسف الشديد معظم الناس يتَبعون نظام الكيتو على أساس التقليد، وطبعا رغبةً منهم لفقدان الوزن السريع دون عناء، وهو ما يتنافى مع قوانين الوزن، فجسم الإنسان يتطلب منه فترة زمنية ليست بالقصيرة لزيادة وزنه، وفي نفس الوقت يتطلب وقتًا طويلًا جدًا لإنزال الوزن، ففقدان الوزن بطريقة صحية قد يتطلب أكثر من سنة كاملة من التغذية الصحية لتخسيس الوزن بالإضافة إلى التمارين الرياضية الشبه يومية”.
وعن فعالية النظام، يقول صلاح الشكيلي: “النظام نوعاً ما حديث، وليس هناك دراسات علمية إكلينيكية قامت بدراسة الآثار السلبية أو الإيجابية لمتابعة هذه الحمية، كما أنه ليس من المعروف الآثار المرتبطة بترك هذه الحمية أو الانسحاب منها. علماً بأنها تغذية غير متوازنة وغير متكاملة. كما أن النظام قد يحقق نتائج فقدان الوزن على المدى القصير، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في تحقيق النتيجة بأسلوب عمل غير صحيح أو منهجية عمل ليست مبنية على أسس علمية، وفي المجال العلمي تحقيق النتائج بدون منهجية واضحة وسليمة تؤدي إلى عدم الاعتراف بهذه النتائج حتى وإن كانت عملية أو ظاهرة للأعيان كفقدان الوزن على سبيل المثال، لذلك فإن للحكم على فاعلية هذا النظام بدون آثار جانبية مضرة بصحة الإنسان ليست علمية أو عملية في هذه المرحلة”.
نصيحة للقراء
العقل السليم في الجسم السليم، والجسم السليم يتحصل من التغذية السليمة. ليس هناك جسم سليم من غير تغذية سليمة، وليس هناك شخص صحي من دون تغذية صحية، والصحة أغلى ما يملكه الإنسان وبالتالي التغذية المتكاملة التي تحتوي على جميع العناصر الغذائية المختلفة من كربوهيدرات، دهون، بروتين، فيتامينات، معادن وماء، والتي يتم تناولها بكميات معينة ومتوازنة تساعد على تحقيق هدف الحصول على الصحة العامة والمحافظة عليها. وبالتالي، على الشخص أن ينظر إلى غذاءه كسبيل للحصول على الصحة العامة، ومحاولة التمتع بالوجبات الغذائية قدر المستطاع والنظر إلى النواحي الإيجابية من تناول هذه الحمية ومن أهمها المحافظة على الصحة، وعدم الإصابة بالأمراض المزمنة المنتشرة في هذه الأيام كالسرطان، السكري، أمراض القلب، والأمراض المتخلفة المرتبطة بسوء التغذية المفرطة التى تؤدي مع الوقت إلى الزيادة في الوزن والسمنة والسمنة المفرطة. كانت هذه الكلمات نصيحة قدمها صلاح بن سالم الشكيلي _أخصائي تغذية علاجية بالمستشفى الجامعي.