يعتبر التعلم الآلي الذكي، تطورًا مهمًا للتعلم الالكتروني ونموذجًا مجديا اقتصاديًا يصمَّم لتوفير مجموعة من الخدمات الإدارية والتربوية، خاصة عند اعتماده على البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر؛ حيث يساعد على حل إشكالات التعليم وإتاحته لقطاع أكبر من الطلبة، وفي مراحل وأساليب متنوعة. وذلك عبر إتاحة كود المصدر للاستخدام أو التحسين أو التخصيص أو الترجمة بالتعاون بين المبرمجين والأساتذة وتعديل وظائف البرمجيات التعليمية ومصداقيتها وأمانها، إضافة إلى دعم عمليات التعلم والمشاركة في بيئة تكنولوجية مبتكرة ومفتوحة.
وتعكس مراحل إنتاج التعلم الذكي علاقة ارتباطية واضحة بالبرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر لأنه يتمحور حول مفهوم التعاون في تشارك المبرمجين لبيانات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وأدوات التعلم العميق من خلال المنصات والقنوات المفتوحة المصدر؛ بغرض إعداد منتجات ونماذج التعلم الآلي الذكي ثم تجريبها وتعبئتها وتغليفها وتجهيزها بغرض إعادة استخدامها. ولا شك أن الطلبة يستفيدون من هذه البرمجيات وتوظيفها في تطبيق التعلم الذكي كونها تتصف بجودة ومرونة أعلى وبتكلفة أقل وبتراخيص ومعايير مفتوحة، علاوة إلى إتاحة الفرصة لهم للانخراط في عمليات البرمجة وتعلّمها وتعليمها وتعزيز دافعيتهم نحو تحقيق تعلم أفضل.
وتستعرض ورقة الدكتور علي بن شرف الموسوي التي قدمها في كلمته الرئيسية خلال الندوة الدولية لاعتماد البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر للرقي بالتعليم الذكي والاقتصاد الرقمي، والتي تحمل عنوان ” تبني البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر في التعلم الآلي الذكي” آليات تحليل البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر لاختيارها وتبنيها في التعلم الآلي الذكي، وارتباطها بالمصادر التعليمية المفتوحة إضافة إلى المبادئ التوجيهية لتحليل الاحتياجات الكفيلة برفع كفاءة المؤسسة والأساتذة والمعلمين، لدمج تلك البرمجيات في التعلم الآلي الذكي مفتوح المصدر في المجالات البيداغوجية والتكنولوجية والتدريبية والتنفيذية والتقويمية؛ مع ضرب بعض الأمثلة والنماذج المطبّقة لهذه التقنيات. كما تستعرض الورقة أهم التحديات في إنتاج هذه البرمجيات لأغراض التعلم الذكي والحلول المطروحة لتجاوزها؛ وتختتم الورقة بوضع إطار فكري للبيئة التربوية العربية في هذا المجال.