أختتمت مؤخرا أعمال المؤتمر الدولي السابع للجنة العمانية للرياضيات بعنوان: “التوجهات في المناهج المبتكرة للرياضيات.. إضاءات على مهارات المستقبل ودمجها في مناهج الرياضيات وخطط التدريب”، والذي نظمته اللجنة العمانية للرياضيات بجامعة السلطان قابوس عبر التواصل المرئي.
وقدم المؤتمر أوراقاً عديدة خاضت، بالتفكر والتحليل، في الحاجات التربوية المستقبلية، على ضوء التطورات الكبرى التي يواجها العالم وعلى ضوء الكفايات التي يجب أن يمتلكها كل من الطالب والمعلم، و من أولى هذه الكفايات القدرة على التعلم المستمر لمواجهة التغيرات، المتوقع منها وغير المتوقع، وقد وردت اقتراحات حول دور المعلم كمصمم تعليمي، وكذلك حاجات تدريب المعلمين والفئات التدريسية المساندة على أفضل الممارسات لوضع هذه المقاربة قيد التنفيذ.
وخرج المؤتمر بعدد من التوصيات وهي :التوعية ونشر المهارات المطلوبة وفق ما جاء في الإطار الوطني لمهارات المستقبل، التأكيد على أهمية وضع استراتيجيات لتطوير مهارات المستقبل وكيفية إكسابها للطلبة، التأكيد على أهمية دمج مهارات المستقبل في المناهج الدراسية للتعليم العام والجامعي للرياضيات بصفة خاصة والمواد الأخرى بصفة عامة وذلك من أجل تعليم يمكن الأجيال القادمة من مهارات المستقبل، وضع مؤشرات قياس في مخرجات التعلم في المرحلة الجامعية والتعليم ما قبل الجامعي تختص بمهارات المستقبل. مع الاخذ بتلك المؤشرات في معايير الاعتماد لمؤسسات وبرامج التعليم العام والجامعي.
ومن التوصيات ايضا : توجيه مؤسسات التعليم العام والجامعي وكذلك مؤسسات التدريب على تبني مبادرات وبرامج من شئنها رفع درجة تنافسية الموارد البشرية اتساقا ً ورؤية عمان ٢٠٤٠، الدعوة لتأسيس جائزة لأنجح الممارسات في غرس مهارات المستقبل لدى الطلبة، ضرورة العمل على تطبيق مجتمعات التعلم المهنية بين معلمي الرياضيات، مع استخدام مقياس معتمد لقياس واقع تطبيق تلك المجتمعات، بطريقة تمكن القيادة المدرسية من القيام بتعزيز المشاركين في مجتمعات التعلم المهنية، ضرورة وضع برامج إنماء مهنية موجهة للوظائف التدريسية المساندة وكذلك الوظائف الإشرافية المساندة لتوعيتهم بمهارات المستقبل وتمكينهم من القيام بدورهم في العملية التعليمية في ضوء تلك المهارات.
وختاماً اظهرت المناقشات أنه من الصعب تطبيق ما ورد من الأفكار والمقاربات في ظل المناهج بشكلها ومحتواها الحالي. إذ يجب أن تنتقل المناهج من أسلوب التركيز على كميات المعلومات وتلقينها وحفظها إلى أسلوب تنمية الكفايات العليا وهي الحاجات الفعلية في مناهج المستقبل، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بإعادة النظر في فلسفة المناهج وفي ملامح وقدرات الإنسان الذي تقوم على تربيته وإعداده للمستقبل.