استمع إليه: حمد العبري
رقت عيناي شوقا ولطيبة ذرفت عشقا
فأتيت إلى حبيبي فاهدأ ياقلب، ورفقا
صلَّ على محمد.
سلاما على من صلى وسلم على الحبيب، وسلاما على دولة المنشدين التي لا يدخلها إلا المخلصين الذين يحصلون على ” تأشيرة” رضا من الجمهور، عبد الملك بن محمد البارحي بكلية الحقوق في الجامعة كان فضل الله عليه عظيما، فقد وهبه سبحانه وتعالى صوتا يسجد في محراب الإنشاد الديني؛ فتتعالى تكبيرات الإعجاب؛ لذا ليس غريبا أن يحصد لقب ” منشد الجامعة” عن رحلة “البارحي” في عالم الإنشاد كان هذا الحوار:
حدثنا عن رحلتك مع الإنشاد؟
لم أبدأ الإنشاد في سن مبكرة ،إنما مارسته كهواية ، حيث لم يكن له الصدى والظهور الإعلامي الواضح في فترة المدرسة ، لكن البداية الفعلية كانت منذ التحاقي بجامعة السلطان قابوس، فالجامعة واحة خصبة لإبراز المواهب وتطويرها من خلال الجماعات التابعة للجامعة ، وبحمد الله كانت لي مشاركات في الفعاليات والمؤتمرات المقامة داخل الحرم الجامعي وخارجه من كليات ومؤسسات مختلفة، فالجامعة كان لها دور أساسي في تطوير موهبتي الإنشادية من خلال الالتحاق ببعض الجماعات الطلابية التي كان لها دور مهم في صقل المواهب، كما وجدت مسارح الجامعة وقاعاتها بيئة مناسبة وانطلاقة آمنة في مجال الإنشاد وساعدني هذا على مواصلة الطريق في المجال الإنشادي.
ما أسباب اختيارك لهذا المجال تحديداً؟
أنا أساسا متذوق للفن والجمال ولدي ميول فنية، فأردت أن أوظف هذه الميول في إطارها السليم، ورأيت أن الإنشاد مجال يمكننى أن أضيف فيه جديدا يخدم الرسالة التي أعيش من أجلها وهي رسالة نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي أمانة الدعاة في عصرنا الحالي، فالداعي إلي الله لابد أن يختار الوسيلة المناسبة لتوصيل أفكاره للآخرين، وما دامت هذه الوسيلة الإنشادية لها قبول وأثر بين الناس ولديّ القدرة على توصيلها بصورة جيدة فليس هناك مانع من دخول في المجال الإنشادي.
ما أهم العوامل التي ساعدتك في الظهور على الساحة الجماهيرية؟
الشريحة المجتمعية الكبيرة المحبة للإنشاد هي السر في النجاح المتحقق، في ظل وجود أعداد من المنشدين الذين ساهموا بإثراء الساحة الوطنية بأصوات جميلة برزت سريعا، وهو الأمر الذي يعد نقلة نوعية، كما أن دخول الإيقاعات الصوتية مع الإنشاد كان له الدور في الانتشار الواسع للإنشاد في السلطنة، مع التطور الملاحظ في أداء الفرق الإنشادية التي بدأت ممارسة الأعمال وتسجيلها بشكل مؤسسي، حيث إن المشاركات في المحافل الوطنية ما هي إلا دليل على النجاح المتحقق في الساحة، كما أن الدور الإعلامي كان له التأثير الإيجابي في عملية التسويق للمنشدين، والمسابقات أضفت تنافسا محمودا وأيضا أخرجت العديد من المنشدين، كبرنامج المنشد في إذاعة الشباب الذي ساهم إسهاما بارزا في تطوير العمل الإنشادي على مستوى الأفراد أو الفرق.
ما أبرز المسابقات التي شاركت فيها؟
بحمد الله وتوفيقه حصدت على مراكز متقدمة في كل المشاركات الإنشادية، وأبرزها: وصولي لنهائيات نجم الإنشاد العماني في موسميه الثالث والخامس، وحصد المركز الاول بمسابقة الاندية للإنشاد بنادي أهلي سداب والمركز الثاني بمسابقة الأندية للإنشاد بنادي السويق، والمركز الأول في مسابقة Oman super talent الموسم الثاني، إضافة لحصولي على المركز الأول لمسابقة “منشد الجامعة” التابعة لجامعة السلطان قابوس بنسختها السابعة
ما التحديات التي واجهتك خلال مسيرتك الإنشادية؟
لكل مسيرة فنية مراحل تتأرجح بين نجاح واخفاق وصعوبات مختلفة وعوائق متعددة، في الغالب تكون مرحلة البداية أصعب المراحل في حياة مشوار أي موهوب وأي منشد في بداية مسيرته، طالما أننا نتحدث عن الإنشاد على وجه الخصوص، فإن التحدي الأبرز هو اكتشاف الموهبة نفسها ورعايتها ومن ثم تبنيها من قبل إحدى المؤسسات الخاصة، وأيضا تطوير القدرات الفنية للمنشد عن طريق مشاركته بمختلف الفعاليات المتوفرة، لذلك تخيل كيف كانت هذه المعوقات بالنسبة في بداية مسيرتي الإنشادية، والتحدي الاكبر يتجسد في كيفية كسر المنشد حاجز الخوف وكسب ثقة الجمهور، والعقبات كثيره ولكن مع الوقت ستتبدد ؛ لأن الهدف نبيل يستحق التضحية.
ما النصيحة التي توجهها للموهوبين في الإنشاد؟
التمسك بالمبادئ الاخلاقية والمحافظة على الأصالة في تقديمه للأعمال ومواكبة كل جديد يعرض في الساحة ولاينسى المنشد أن يثري معين ثقافته الفنية، وعليه الاستمرار بالتدريب ويكون مستعدا نفسيا لتقبل النقد البناء؛ بهدف تطوير ذاته، بذلك يستطيع الوصول إلى الجمهور بسهولة ويسر.