“بنية الإيقاع في شعر محمد بن شيخان السالمي” عنوان أطروحة الدكتوراه التي تمت مناقشتها مؤخرا بقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية وذلك عبر الاتصال المرئي، وهذه الدراسة من إعداد طالب الدكتوراه سعيد بن محمد بن سالم المكتومي.
وقد قامت الدراسة في إشكاليتها على جزئيتين رئيستين، وهما: التنوع الإيقاعي اللافت في الأغراض الشعرية لدى ابن شيخان في ديوانه، وتباين هذا الإيقاع من غرض شعري إلى آخر، حيث برز في كل غرض من هذه الأغراض عدد من الظواهر، التي شكلت بنيته الإيقاعية، فميزته إيقاعيا عن غيره من الأغراض الأخرى، وانقسم هذا التباين في ظواهره إلى قسمين، أولهما: ظواهر تفرد بها غرض شعري واحد، دون أن ترد بشكل لافت في أي غرض آخر، وظواهر أخرى وردت في أكثر من غرض، ولكنها تباينت في مكوناتها، ووظائفها في الأغراض التي وردت فيها.
وانطلقت الدراسة في فكرتها من عدم وجود دراسة متخصصة في هذا الموضوع، إذ إن كل الدراسات السابقة اتسمت إما بالشمولية، أو بالتركيز على نماذج من شعره، لا يكون نصيب الإيقاع منها سوى صفحات معدودة. أما هذه الدراسة فقد جاءت محاولة لتسليط الضوء بشكل موسع على الإيقاع في شعر ابن شيخان، فتطرقت لأهم ظواهره، ومكوناتها، ووظائفها، وأثرها في بنية النص بمختلف مستوياته، وما شكلته منظومة العلاقات بين مكونات الإيقاع من أثر في جماليات النص ودلالاته.
اما منهجيا، فقد اتخذت الدراسة من شعرية التماثل لدى “رومان جاكبسون” القائمة على إسقاط مبدأ التماثل من محور الاختيار على محور التركيب منهجا أسلوبيا تطبيقيا لها، كما استعانت بالإحصاء في بعض جزئياتها. ومن هنا، فقد تباينت أدوات البحث بتباين الظاهرة، فاعتمدت الدراسة في عنصري: الوزن، والقافية على الجداول، وما يمكن أن تقدمه من معطيات وبيانات، ثم تحليلها للوصول إلى نتائج محددة، بينما اعتمدت في ظواهر أخرى، على التمثيل للظاهرة من المدونة، ثم تحليل الأمثلة لإبراز الظاهرة وأثرها الجمالي.
وقد كشفت الدراسة في نتائجها عن تنوع إيقاعي لافت، تباين من غرض شعري إلى آخر، من حيث الأوزان، التي تنوعت بين: التام والمجزوء، والصافي والمركب، وتباين مستويات تكرارها، ومدى استقرار درجات هذا التكرار في جميع الأغراض والغرض الواحد، والعلاقة ين نسبتي: التوجه، والتواتر، كما تنوعت القوافي إلى: مطلقة، ومقيدة، ومردوفة، ومؤسسة، وخالية من الردف والتأسيس، كما كشفت الدراسة عن عدد من الظواهر الإيقاعية الأخرى، على مستوى الموازنات الصوتية، والتماثلات التركيبية، التي تباينت صورها ومكوناتها، وعلاقاتها بمنظومتها البنيوية، وتداعياتها الجمالية من غرض شعري إلى آخر، ومن ظاهرة إيقاعية لأخرى، لتشكل في النص نسقا إيقاعيا منتظما من الانسجام في الموسيقى الشعرية.
تكونت لجنة المناقشة من الدكتور أمجد الحاج- رئيسا والدكتور فضل يوسف زيد – مشرفا رئيسا، والأستاذ الدكتور الحسن الأمراني- ممتحنا خارجيا والأستاذ الدكتور حسام النادي-ممتحنا خارجيا، والدكتور علي الكلباني- ممتحنا داخليا، وفي ختام المناقشة تمت إجازة الدراسة ومنح الطالب سعيد بن محمد المكتومي درجة الدكتوراه في مجال اللغة العربية وآدابها.