الدكتورة ليلى بنت زاهر السالمية
كان لجائحة كورونا كوفيد 19 العديد من الآثار على العديد من الخدمات المجتمعية سواء الصحية، أو الاجتماعية، أو الاقتصادية، أو التعليمية، فمنذ تفشي الجائحة تعرض ما لا يقل عن ثلث الأطفال في أنحاء العالم إلى الحرمان من التعليم؛ لعدم قدرتهم على القيام بذلك افتراضيا بعد إغلاق الكثير من المدارس، وذلك وفقا لما ورد في تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والذي تم نشره في أغسطس من عام 2020م. وبالرغم من التأثير المباشر على جميع الفئات العمرية، كانت أبرز الآثار التي تركتها الجائحة، والتي تمس قطاع التعليم بشكل عام، هو تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
عن وضع هؤلاء الأطفال حدثتنا الدكتورة ليلى بنت زاهر السالمية رئيسة قسم التربية المبكرة بكلية التربية في الحوار الآتي فإلى التفاصيل.
الآثار السلبية
تذكر الدكتورة ليلى السالمية أنه وحسب الدراسات التي تمت في ظل الجائحة، تفاوتت الآثار بين الإيجابية والسلبية عند فئة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقول: “من الآثار السلبية التي نتجت عن تعليق الدراسة والاستعانة بنظام التعلم عن بعد أو التعليم المدمج، غياب التدريس المباشر للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ممن يحتاجون للتدريس المباشر؛ نظرًا لظروف إعاقتهم، وحاجتهم لتنفيذ الكثير من البرامج والخطط العلاجية؛ لتنمية مهارات معينه لديهم، وتعديل بعض السلوكيات، فقد كان تأثير الجائحة ذا أثر بالغ على استمرارية تطور وتحقيق الأهداف المزمعة لهم في معظم الأحيان ومعظم الحالات.
كما أظهرت بعض الدراسات معاناة طلاب الإعاقة السمعية؛ لفقدهم ميزة قراءة الشفاه، نتيجة وضع الكمامات على وجوه الجميع، وفقد طلاب الإعاقة البصرية ميزة القراءة بطريقة (برايل) التي قد لا تستطيع أن توفرها أنظمة التعلم عن بعد. وبحسب منظمة اليونيسيف، كان احتمال تعرض الأطفال ذوي الإعاقة للعنف قبل الجائحة أكثر بنسبة تتراوح من ثلاثة إلى أربعة أضعاف عن أقرانهم، وازدادت هذه المخاطر الآن بنسبة أكبر في ظل الجائحة.
الآثار الإيجابية
تقول الدكتورة ليلى:” في الجهة المقابلة أوضحت بعض الدراسات أن للجائحة تأثيرًا إيجابيًا ـ بالرغم من ندرته ـ في تلافي بعض الصعوبات التي تواجه بعض فئات الأطفال ذوي الإعاقة، كأولئك الذين يعانون من آثار نفسية بسبب التنمر، أو الاستجابة المباشرة أثناء التعليم المباشر، أو التعامل مع الورقة والقلم، كما أشارت دراسات أخرى إلى وجود تحسن في حالات بعض الطلاب؛ نتيجة تخلصهم من القلق الاجتماعي، وبعدهم عن التنمر من المحيطين بهم، واستفادتهم من عدم الضغط عليهم في الصفوف الدراسية النظامية في بعض الحالات النادرة”.
أولياء الأمور
توضح الدكتورة ليلى أثر الجائحة على أولياء أمور الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة قائلة:” كان للجائحة أثر إيجابي في تنمية مهارات أولياء الأمور، ومقدمي الرعاية في المنازل، للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، في مجال تدريس المعاقين؛ نتيجة تحملهم مسؤولية تعليم هذه الفئة في المنزل، مما أدى إلى ضرورة تلقيهم للتدريب في ظل جائحة كورونا .
بين الواقع والمأمول
في نهاية حديثها تشير الدكتورة ليلى إلى أن جائحة كوفيد 19 كانت تحديًا بالنسبة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، فاضطراب الروتين اليومي والانقطاع عن الخدمات الداعمة لهما أثر كبير خاصة على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك المعتمدين على خدمات الرعاية بشكل يومي. وتذكر ما يجب أن يكون قائلة:” بين الواقع والمأمول فإنه لابد من تكاتف المنظمات والدول والمجتمعات والأفراد معًا؛ لضمان حصول هذه الفئة على قدر من التعليم والرعاية المناسبة التي تقدم حماية للأطفال في ظل تواجدهم بالمنزل، أو إيجاد بدائل لخدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي والأنشطة التعليمية، كالعمل مع الأطفال، ومقدمي الرعاية، وأصحاب العلاقة؛ لفهم الممارسات التي تمكن من حماية الأطفال، وتوفير فرص للتوعية، وتعزيز رعاية الأطفال. كما أن توفير التدريب والدعم للمنتسبين إلى دور رعاية الأطفال ذوي الإعاقة، والمرشدين، والمتطوعين أمر لا مفر منه؛ لتعزيز عملية التعليم عن بعد أو المدمج، وتذليل الصعاب التي يمكن أن تعيق تقديم هذه الخدمات”.