يحتفي العالم في الثالث من ديسمبر من كل عام باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، من أجل التعريف بحقوقهم، وإذكاء الوعي بالقضايا المتعلقة بهم. وقد سعت جامعة السلطان قابوس لأن تكون أنموذجًا في دمج هذه الفئة من الطلبة على مستوى المجتمع الجامعي، وأنشأت قسم شؤون الطلبة ذوي الإعاقة من أجل توفير الخدمات الأساسية التي يحتاجونها كالخدمات الأكاديمية والاجتماعية وخدمات التكنولوجيا المساندة وغيرها. وتحتفي أنوار بهذا اليوم بتسليط الضوء على أحد الطلبة ممن تحدوا إعاقتهم ليحكي جزءًا من تجربته في جامعة السلطان قابوس.
من هو عمر؟
إنه الطالب عمر بن محمد الجلنداني، المقيد بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في تخصص علم الاجتماع. والمسجل لدى قسم شؤون الطلبة ذوي الإعاقة كأحد طلبة الإعاقة البصرية (ضعف البصر). مهتم بقضايا المجتمع وبالأخص القضايا الأسرية التي يدرسها علم الاجتماع الأسري، وكذلك مهتم بالعمل التطوعي في المجتمع.
طالب مجيد، ومشاركات عديدة
عندما سألناه عن الإنجازات التي حققها في حياته أجاب: “في الحقيقة إن هذا السؤال على الرغم من أنه بسيط إلا أن له أبعادًا كثيرة، فلا أستطيع القول بأني أنجزت الكثير بعمري هذا، إلا أنه ولله الحمد تمكنت من أن أكون أحد طلبة جامعة السلطان قابوس المجيدين، وشاركت في العديد من الفعاليات والأنشطة على مستوى الجامعة مثل: فريق برنامج وصول المختص بتعزيز الجانب التقني لذوي الإعاقة، وكذلك متلقى التكنولوجيا الثاني عشر بتنظيم من مجموعة تكنولوجيا التعليم بكلية التربية، كما شاركت في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض بركن جامعة السلطان قابوس في شرح الأجهزة المساعدة للطالب الكفيف في دراسته، إضافة إلى مشاركتي في المخيم الكشفي السنوي في محافظة ظفار”.
وجدت نفسي في علم الاجتماع
وعن تخصصه في علم الاجتماع قال: “على الرغم من أنني لم أختر التخصص عن رغبة كاملة مني، إلا أنه وبعد انقضاء مدة في دراسة هذا التخصص أستطيع القول بأني وجدت نفسي فيه، بل أني استطعت التفوق فيه، وأنا متيقن أنه مع الاهتمام بالدراسة والمطالعة سأكون أحد الباحثين المهتمين بعلم الاجتماع في المجتمع العماني”.
مستعد لكل التحديات
وكان لابد من الحديث عن التحديات التي واجهت الطالب عمر الجلنداني في دراسته، إذ يرى أنه لا يمكن أن تكون هناك تجربة حقيقة دون وجود تحديات على المستوى التعليمي أو الاجتماعي أو الصحي، مضيفًا: “في حالتي الصحية وعلى الرغم من وجود بعض الصعوبات الطبيعية المتعلقة بها كصعوبة الوصول للمعلومات، أو الصعوبات المتعلقة بالعملية التعليمية ككتابة البحوث، أو صعوبة استخدام التقنيات الحديثة في التواصل والدراسة، إلا أنه وبوجود مساعدات جادة ومميزة من العاملين مع ذوي الإعاقة في جامعة السلطان قابوس، ومع الإصرار الشخصي والمثابرة على تجاوز الصعوبات، أستطيع القول بأني مستعد للخوض في تحديات جديدة”.
أرى نفسي باحثًا ورائد أعمال
وها هو في ختام حديثه يصيغ لنا طموحه المستقبلي قائلًا: “أرى نفسي باحثًا اجتماعيًا بارعًا مطلعًا على قضايا المجتمع المحلي والعربي بل والعالمي، كما أرغب في تطوير جانب قراءة الكتب المتنوعة في مختلف المجالات، وأن أؤسس مشروعي الخاص لأصنف كأحد رواد الأعمال”.