تظهر القائمة التي نشرها باحثون من جامعة ستانفورد الأمريكية تميز 43 باحثًا من السلطنة، 23 منهم من منتسبي الجامعة ضمن أفضل 2% من علماء العالم. وجاءت الأستاذة الدكتورة صباح بنت أحمد السليمان كواحدة من الباحثين العمانيين المتميزين في مجال علوم البيئة، حيث حدثتنا عن تفاصيل هذا الإنجاز الكبير في حوارنا الآتي معها.
ما شعورك كونك أحد الباحثين العمانيين الأفضل على مستوى العالم في القائمة التي نشرتها جامعة ستانفورد؟
“لقد كنت سعيدة جدًّا بوجودي وسط كوكبة من علماء 149 دولة تم إدراجهم في قائمتي ترتيب جامعة ستانفورد الأمريكية لأفضل 2٪ من باحثي العالم”، هكذا عبرت الأستاذة الدكتورة صباح السليمان عن شعورها بهذا الإنجاز الكبير، إذ اعتمدت القائمة الأساسية الأولى لهذا التصنيف العالمي على التاريخ البحثي طويل الأمد للباحث، وهي تقييم الباحث بناء على سنوات النشر جميعها خلال مسيرته العلمية. أمّا القائمة الثانية فقد تم فيها تطبيق منهج التصنيف نفسه ولكن على فترة قصيرة خلال عام واحد فقط وهو عام 2019، وتم التصنيف على حسب التخصصات الدقيقة والفرعية للباحثين”.
وتضيف قائلة: “بناءً على النتائج التي أصدرتها جامعة ستانفورد، تم تصنيفي في قائمة التصنيف الأولي طويلة الأمد ضمن أفضل 2% من باحثي العالم وكنت أتصدر قائمة أفضل علماء العالم العمانيين، وقد حصلت على أكثر من 2890 استشهادًا لأبحاثي المنشورة حتى هذه اللحظة. وكذلك شهد التصنيف وجودي ضمن القائمة الثانية قصيرة الأمد وأدرج اسمي ضمن 2% من علماء العالم الأكثر استشهادًا في مجال علوم البيئة، حيث حصلت على المركز 570 من أصل 66925 عالمًا في هذا المجال”.
كما تقول الأستاذة الدكتورة صباح السليمان: “إن تحقيقي هذا الإنجاز العالمي جاء ثمرة جهد كبير، وهو أمر مشرف لي ويدعوني للفخر والاعتزاز لتسجيلي مركزًا متقدمًا في مجال البحث العلمي من خلال غزارة الإنتاج من جهة ومن خلال كم الاستشهادات من مختلف دول العالم من جهة أخرى. وفي الوقت نفسه أعتبر ذلك إنجازًا يضاف إلى سجل إنجازات جامعة السلطان قابوس، وهو نتيجة متوقعة لجهود الجامعة التي بذلتها بشكل متواصل للارتقاء بالعملية التعليمية وتشجيع البحث العلمي ودعم الابتكار، الذي انعكس بدوره على قدرة الجامعة في الوصول إلى مواقع الصدارة، وتعزيز السمعة الأكاديمية لها وتحقيق مراكز متقدمة لها على المستوى العالمي”.
ما أهم وأكبر الأبحاث التي عملت عليها؟
أعتبر جميع أبحاثي التي ساهمت في تطوير المعرفة والارتقاء بمستوى البحث العلمي ومخرجاته أبحاثًا جيدة بالنسبة لي، وخصوصًا إذا كانت هذه الأبحاث العلمية تصب في خدمة المجتمع وتسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ومن الأبحاث التي تحضر في ذهني بحث مرتبط بمجال قطاع الطاقة والصناعة، وهو ممول من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وتحديدًا بالدراسات النفطية وعنوانه (استخدام مخلفات حفر آبار النفط في صناعة الإسمنت) وتم بالتعاون مع شركة أسمنت عمان.
كيف ترين وضع الباحث العماني والبحث العلمي في السلطنة؟
إن دخولنا، 6 عمانيين، في قائمتي جامعة ستانفورد الأمريكية وحصولنا على تلك المكانة العلمية وتفوقنا كأفضل 2% من علماء العالم إنما هو نتاج لخطط وإستراتيجية واضحة وضعتها السلطنة في دعم البحث العلمي والابتكار، وتثمين البحوث التي يقوم بها العلماء وتوفير البيئة المناسبة الحاضنة لهم والتي أبرزها رؤية سلطنة عمان المستقبلية 2040 التي يشرف عليها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم المعظم – حفظه الله ورعاه – في تعزيز الاهتمام بالابتكار والبحث العلمي ومخرجاته وهو ما يتبناه دائمًا السلطان المفدى – أيده الله – في الحث على الإبداع من خلال الاعتناء بالباحثين العمانيين والذين يعتبرون ثروة حقيقية للسلطنة.
ما المشاريع والأبحاث التي تعملين عليها حاليًا؟
لقد انتهيت مؤخرًا من إجراء مشروع لتتبع خطة إدارة التخلص التدريجي من مركبات الهيدروكلوروفلوروكربون في عُمان، والتحقق من الاستهلاك الوطني للمواد المستنفدة لطبقة الأوزون، وتقييم الأنشطة المنفذة المرتبطة بذلك في المرحلة الثانية. ولقد تم تمويل هذا المشروع من منظمة اليونيدو (الوكالة المنفذة الرئيسية) مع منظمة الأمم المتحدة للبيئة (وكالة تنفيذية متعاونة)، ويتوافق هذا المشروع مع جميع القرارات ذات الصلة التي اتخذتها اللجنة التنفيذية، ويتضمن التزامًا من سلطنة عمان بالتخلص التدريجي من استهلاك مركبات الهيدروكلوروفلوروكربون في البلاد، وذلك وفقًا لجدول زمني محدد يتماشى مع تدابير الرقابة لبروتوكول مونتريال.
أين ترين نفسك في المستقبل؟
في ختام حديثها تقول الأستاذة الدكتورة صباح السليمان: “أرجو أن أكون خير سفيرة للسلطنة في مجال البحث العلمي الذي أؤمن أنه خير إضافة للمعرفة وخير وسيلة لتقدم الأمم وازدهارها”.