- يعمل باحثون من مستشفى جامعة السلطان قابوس بالتعاون مع مركز البحوث الطبية بجامعة السلطان قابوس والشركة العمانية للطاقات (ش.م.م) على إطلاق تطبيق الذكاء الاصطناعي (المجالات الآمنة) والذي يختص بمجالات تتبع وفحص مرضى كوفيد -١٩وذلك للحدّ من تأثير الجائحة. ويتميز هذا التطبيق بالمحافظة على خصوصية المستخدمين ويتمتع بدقة تتبع عالية، والجدير بالذكر أن التطبيق في المرحلة التجريبية العملية النهائية قبل إطلاقه في الأيام القادمة ويأمل الفريق البحثي الحصول على نتائج موثوقة ورائدة وقابلة للاستخدام، وسيتم نشر النتائج الأولية قريبًا في الدوريات العلمية الموثقة.
قامت العديد من الحكومات باستخدام التكنولوجيا بالحد من الانتشار المجتمعي لفيروس كورونا، وذلك عن طريق تطبيقات التتبع. ومع ذلك، أثبتت هذه التطبيقات عدم فعاليتها أو عدم مراعاة خصوصية المستخدمين. ويعزى عدم فعالية تطبيقات التتبع إلى مشكلتين رئيسيتين وهما (١) عدم دقة الإشارة (٢) عدم قدرتها على التعرف على العدوى غير المباشرة للفيروس كملامسة الأسطح.
وتم مناقشة موضوع عدم دقة الإشارة بشكل واسع في العديد من الدراسات العلمية، إذ إن نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لديه دقة في تحديد الإشارة على مسافة 5 أمتار تقريبًا في أحسن الأحوال، وعندما يكون الأمر في مكان داخلي فلن يتمكن النظام من قراءة الموقع على الإطلاق. وللتغلب على هذه المشكلة، تم تجربة البلوتوث كتقنية بديلة إلا أن الأخير يعاني من مشكلات مماثلة، خاصة في المسافة والاتجاه. إضافة إلى أن هذه التقنية تتطلب تواجد الأشخاص بمسافات قريبة مما قد يعرضهم للإصابة بفيروس كورونا.
تعاونت شركتي “آبل” و “جوجل” لحل تأثير المشكلات التقنية خاصة قابلية التشغيل البيني وقد نجحتا إلى حدٍّ ما ولكن هناك نواحي قصور لا تزال موجودة وإن كانت منخفضة إلى حدٍّ كبير. وبالنسبة إلى مشكلة خصوصية المستخدمين فإنها لا تزال تشكل عائقا على غالبية تطبيقات التتبع المستخدمة عالميا إذ تم بالفعل سحب العديد من هذه التطبيقات بعد تدشينها. وبالرغم من الجهود المبذولة من قبل شركتي “آبل” و “جوجل” لاستخدام آلية اللامركزية، فإن الخوف لا يزال موجودًا من تأثيراتها بسبب تقنية النظام المستخدمة حاليًّا أو محاولة قرصنة يمكن أن تسبب تأثيرًا غير مرغوب أو سلبي على المستخدمين. ويمكن أن يصاب الناس بالعدوى عند ملامستهم الأسطح مثل الطاولات ومقابض الأبواب وهنا تبرز عدم قدرة التقنيات المستخدمة حاليا في إمكانية التعرف على هذه الأسطح كمصدر للعدوى.
وتشمل الأنظمة الحالية المستخدمة لدى آبل وجوجل الذي تم تقديمها حديثا، استخدام نظام شبكة ضيقة المدى لتحسين دقة عمل التطبيق والذي يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية.
وقد تم تطوير تطبيق الذكاء الاصطناعي (المجالات الآمنة) باستخدام البحوث والأدوات المنشورة للتحليل الأولي مثل اختبار السعال الجاف والرطب وكذلك اختبار كوفيد-١٩ باستخدام قياس درجة الحرارة.
وقد أثبتت هذه الاختبارات قدرتها على التنبؤ بمرض كوفيد-١٩، ولكن نظرًا لأن هذه الأعراض يمكن أن تسببها أمراض أخرى، فإن دقتها في التنبؤ بمرض كوفيد-١٩ منخفضة جدًّا. وقد قام فريق البحث العلمي لتطبيق (المجالات الآمنة) بإنشاء خوارزميات الذكاء الاصطناعي الخاصة به والتي يرجح أنه إذا تم دمجها مع الطرق السابقة يمكن أن تزيد من مستوى دقة عمل التطبيق، ومما يشار إليه أن فريق البحث العلمي يعمل حاليًّا على اختبار التطبيق ودعمه بالبيانات السريرية لمعرفة مدى دقته.
وينتهج فريق البحث العلمي في هذه الدراسة استخدام التطبيق القائم على الذكاء الاصطناعي للكشف عن العدوى مقرونًا بالتحذيرات المبكرة لإمكانية التعرض للعدوى، ونظرًا لأننا لا نحتاج إلى معلومات المستخدمين مراعاة لخصوصيتهم، فإن المبدأ هو عدم تحميل بيانات المستخدمين على الإطلاق إلى خادم نظام مركزي. فالفكرة هي أن المستخدم يحدد بواسطة النظام بعلامة مجهول على مكان تواجده، وكذلك يتم تصنيف الموقع باستخدام التعلم المعزز وتقنيات الذكاء الاصطناعي على أنه من المجالات الآمنة أو من عدمه.
وفي النهاية يقوم التطبيق بإعطاء المستخدم الذي على وشك الدخول إلى الموقع تعليمات حول كيفية حماية نفسه لتقليل التعرض للعدوى. ويتم وضع علامة على جميع هؤلاء المستخدمين على أنهم عرضة للخطر بعد هذه النقطة، ثم يُطلب منهم اختبار أنفسهم باستخدام تطبيق الذكاء الاصطناعي خلال الأيام الأربعة القادمة. فإذا كانت نتائج الفحص باستخدام التطبيق تشير إلى احتمالية الإصابة بالعدوى، يتم إرشاد المصاب بضرورة زيارة أقرب مركز صحي للتأكد من الإصابة بالعدوى. ومن المتوقع أن يتبع معظم الأشخاص الأنظمة والنصائح المقدمة نظرًا لأنها مريحة للغاية، ويسهل تطبيقها، ولا يرغب أغلب الأشخاص في تعريض أنفسهم للمخاطر. وهذا من شأنه أن يقلل من سرعة انتشار العدوى ومن ثم التأثيرات الجانبية الجائحة.