تحت شعار بوابتك الرقمية للإنتاج الفكري العماني؛ تشكل مشروع “شعاع” بين جامعة السلطان قابوس، ومجلس البحث العلمي، والشبكة العمانية للبحث العلمي والعلوم؛ إيمانًا بدور المستودعات الرقمية وأهميتها في تعزيز المعرفة وثقافة البحث العلمي في الجامعات والمراكز البحثية، وما توفره من إمكانات لحفظ المحتوى الرقمي الخاص وإتاحته لتبادل الخبرات على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي ومساهمته في تطوير المناهج التعليمية وزيادة الإنتاج البحثي.
الدكتور نبهان الحراصي
لذا يطمح المشروع الحالي إلى إنشاء مستودع رقمي للبحوث والدراسات ومقالات الدوريات والمستخلصات البحثية والإحصاءات الأكاديمية العمانية المتخصصة ومواد الابتكار التي كُتبت أو جُمعت في سلطنة عمان وعنها، وعرضها وتوفيرها على الشبكة العالمية في موقع موحد، بعد تنظيمها من خلال فهرستها وتصنيفها وفق النظم الحديثة، ليسهل الحصول عليها والاستفادة منها للباحثين والمهتمين.
لنتعرف أكثر على هذا المشروع نلتقى بالدكتور نبهان الحراصي، مدير المكتبة الرئيسية بجامعة السلطان قابوس ورئيس اللجنة التنفيذية للمشروع، في الحوار الآتي:
التميّز في التعليم والبحث والابتكار
يقول الدكتور نبهان: يسعى المستودع البحثي العماني إلى أن يكون رائدًا في خدمة البحث العلمي والتعليم محليا وعالميا من خلال إتاحة المصادر العلمية العمانية للباحثين في كافة أنحاء العالم، أما عن رسالة المشروع فهو يسعى إلى التميّز في مجال التعليم والبحث والابتكار نحو بحث علمي مفتوح المعرفة للجميع كما يسعى نحو التشارك البحثي والمعرفي وفتح جسور للمعرفة يقود إلى التطور.
الوصول الحر
وعن مهمته ذكر: يعكف مشروع شعاع على تقديم وتسهيل الوصول للإنتاج الفكري العماني وتهيئة بيئة التعليم والبحث وتشارك الموارد والمصادر بين المؤسسات البحثية وغير البحثية في سلطنة عمان. وأيضا تفعيل دور سلطنة عمان في مجال العمل على المصادر ذات الوصول الحر وإتاحتها محليا ودوليا.
دعم البحث العلمي
أما عن الأهمية المرجوة من هذا المشروع فقال الحراصي: يكتسب المشروع أهميته من خلال توافقه مع رؤية الدولة في دعم البحث العلمي، والابتكار، وإتاحة مصادر المعرفة بحيث يسهل تشاركهها، واستثمارها في التخطيط واتخاذ القرار. ويؤمل أن يلبي المستودع احتياجات الباحثين والدراسين من المعلومات، وبخاصة في مجال المعلومات الوطنية في مختلف القطاعات. وفي هذا السياق، سيوفر المستودع ميزة لم تكن موجودة سابقًا وهي القدرة على البحث في قاعدة بيانات واحدة تضم كافة الإنتاج الفكري.
وسيعرف المستودع بالإنتاج البحثي للمؤسسات العمانية، وبخاصة المؤسسات الأكاديمية، وسيمثل المستودع لكل مؤسسة عمانية أرشيفا بإنتاجها الفكري، للاستفادة منه في حدود المؤسسة، وكذلك السماح بتشاركه على المستوى الوطني والعالمي. كما سيتيح للباحثين العمانيين وكذلك المهتمين بالكتابة عن عمان رفع أعمالهم البحثية في المستودع لكي يحظى بمشاهدة ومعدلات قرائية أكبر.
ومع مرور الوقت سيكتسب المستودع أهمية أكبر، حيث يعمل القائمون على جمع المحتوى، والفهرسة على إضافة المزيد من المصادر وبوتيرة متسارعة، يتوافق هذا الأمر مع دخول متزايد من المؤسسات في المستودع والسماح بضم إنتاجها الفكري.

الإنتاج الفكري العماني
وعن أهداف المشروع قال الدكتور نبهان: يهدف المستودع إلى جمع كافة الإنتاج الفكري العماني، وتنظيمه وفهرسته، ثم إتاحته للمجتمع عبر شبكة الإنترنت من خلال قاعدة بيانات تسمح بالبحث والاسترجاع بسهولة ومن أي مكان.
كما يهدف إلى التشارك المعرفي وبخاصة بين المؤسسات الأكاديمية في السلطنة، حيث سيسمح المستودع، على سبيل المثال، بالتعرف والاستفادة المباشرة من بحوث أعضاء هيئة التدريس، وكذلك رسائل الماجستير والدكتوراه التي تنتجها الجامعات العمانية.
وهناك أهداف أخرى أيضا ذات أهمية تتمثل في لم شتات الإنتاج الفكري العماني، وتفعيل الرقمنة، والإتاحة الرقمية للإنتاج الفكري، والمشاركة الفاعلة في دعم المحتوى الرقمي عالميا وهي مبادئ تقوم على دعم المعرفة الإنسانية والتعليم والبحث العلمي.
الجانب البحثي للسلطنة
أما الفوائد المرجوة من المشروع فهي كثيرة ويلخصها الحراصي في فوائد للأفراد، مثل أن تمنح المستودعات الباحثين سواء كانوا مؤلفين أو قراء عددًا من المزايا ومنها: توسيع نطاق المعرفة التي يمكن تقاسمها أو المشاركة فيها، وتوفير الوصول الحر للبحوث المنشورة مما يؤدي إلى رفع عامل التأثير Impact Factor المتوقع للبحوث، وتعزيز الاتصال العلمي، والتعرف على نتائج البحوث الجديدة.
وتعد المستودعات وسيطا لبث المواد التى لا يمكن نشرها فى قنوات النشر التقليدية كملفات الصوت والفيديو وملفات الجرافيك وغيرها من المواد، ومساحة لتسجيل أولوية الأفكار والإنتاج الفكري وخاصة في الفروع العلمية المتحركة، كما تلغي القيود التى تتعلق بعدد الصفحات في نشر البحوث بالدوريات العلمية.
وأضاف أيضا: ثمة فوائد للمجتمع الدولي والمجتمع العُماني حيث تعكس وجها مشرقا ومضيئا للدولة على كل المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وتقوم بزيادة نسبة الإتاحة مما يزيد من سمعة سلطنة عمان في هذا المجال، وإظهار وعرض الجانب البحثي للسلطنة على المستوى العالمي، وهي وسيلة متميزة وعلمية لإظهار الأنشطة التعليمية والبحثية لسلطنة عمان ومؤسساتها. وستتمتع السلطنة بثقافة بحثية تستجيب للاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية بسرعة فائقة.
المؤسسات التعليمية والباحثين
وذكر الدكتور الحراصي أن الفئات المستهدفة تتمثل في مؤسسات التعليم العالي والجامعات والكليات التقنية والمراكز البحثية والتعليمية والمؤسسات الحكومية، والطلبة والدارسين والباحثين في مستويات الدراسات العليا من داخل السلطنة وخارجها، والمتخصصين والخبراء في مجالات المعرفة والتقنية والمعلومات، وذوي الاحتياجات الخاصة ممن يحتاجون للتكنولوجيا المساعدة والمصادر الإلكترونية والوسائط السمعبصرية، وأعضاء الجمعيات المهنية التخصصية ومراكز البحوث ومؤسسات المجتمع المدني.