بمشاركة أكثر من 200 متسابق، نظمت جامعة السلطان قابوس ممثلة بكلية العلوم، مسابقة الخليج للبرمجة (Contest Programming Gulf)، التي تقام لأول مرة في السلطنة منذ تأسيس المسابقة في العام 2011، وذلك تحت رعاية صاحب السمو السيد ملك بن شهاب بن طارق آل سعيد، وذلك بالقاعة الكبرى في مركز الثقافي.
تدار المسابقة بواسطة لجنة قيادية تتكون من أعضاء يمثلون جامعات دول مجلس التعاون، إذ تتناوب مجموعة من جامعات دول مجلس التعاون على تنظيمها سنويًّا في شهر مارس من كل عام، وقد سجل فيها ما يقارب من 55 فريقًا، منهم 40 فريقًا يمثلون 31 جامعة خليجية إضافة إلى 27 فرقًا يمثلون الجامعات والكليات المحلية بواقع 3 فرق أو أقل لكل مؤسسة تعليمية، وتستمر المسابقة لمدة يومين.
وتهدف المسابقات الجامعية للبرمجة إلى تدريب وتأهيل الطلبة الجامعيين من تخصصات تقنية المعلومات المختلفة على احتراف البرمجة وإتقان أساليب حل المشكلات، والعمل تحت الضغوطات، من خلال خلق بيئة تنافسية يقومون فيها بحل مجموع من المسائل الحياتية عن طريق تصميم الخورازميات، يتم تنفيذها باستخدام إحدى اللغات السائدة في مجال تطوير الخورازميات مثل لغة جافا (Java) ولغة السي بلس بلس (++C)، ولغة البايثون (Python).
يتطلب من المشاركين في المسابقة الإعداد الجيد للتنافس من خلال حل الكثير من المسائل، إذ يقوم أعضاء الفريق بمعية مدربهم بانتقاء المسائل التي تمثل مشكلات معينة من واقع الحياة والبحث عن تصميم خوارزميات فعالة تتناسب مع إمكانيات الأجهزة المتوفرة في قاعدة المسابقة التي هي بالأساس تمثل أجهزة الحاسوب في بيئات العمل.
وتضع الشركات العالمية هذا النوع من المسابقات وأفراد الفرق المشاركة فيها تحت المجهر، إذ تستهدف في العادة المتميزين في المسابقة وذلك بتقديم عروض توظيف أو تبني قدراتهم الإبداعية حتى مرحلة التخرج ومن ثم منحهم الوظيفة المناسبة، يعزز ذلك الحضور المتواصل لتلك الشركات في فعاليات المسابقات في كافة مستوياتها الوطنية والإقليمية والدولية. ومن الشركات المتخصصة في مجال التقنية ذات الدور البارز في رعاية وتوظيف المتميزين من المتسابقين: شركة مايكروسوفت، وشركة جوجل، والـفيسبوك، والآي بي أم وغيرها من الشركات المحلية والعالمية التي تتمثل في أفرعها الوطنية والإقليمية في البلدان التي تقام بها المسابقة.
الجدير بالذكر أن مسائل المسابقة في الأغلب تدور حول موضوعات من الواقع مثل عالج أمراض السرطان، وتقليل وقت الاتصالات على متن سفن الفضاء، وأيضاً أفضل طريقة لوضع أكبر عدد من السيارات في أقل مساحة ومشكلات المرور وغيرها، إذ تقوم الفرق المشاركة بتصميم نموذج لهذه المشكلة على الحاسب الآلي ثم تقوم بتطبيق تلك النماذج كبرامج على أحد لغتي البرمجة.