تفردت جامعة السلطان قابوس بوجود مركز لرصد الزلازل، الذي يعد من أقدم وأهم المراكز البحثيّة التي أنشأت، فهو المركز الوحيد في السلطنة المختص ببحوث ورصد الزلازل.
وتتكون شبكة الرصد الزلزاليّ في السلطنة من مبنى مركز رصد الزلازل بجامعة السلطان قابوس، وعشرين محطة موزعة في أماكن مختلفة من السلطنة، مجهزة بأحدث أجهزة الرصد والترقيم والاتصالات.
أهم المشاريع
في لقاء مع الدكتور عيسى الحسين مدير مركز رصد الزلازل بالجامعة أشار إلى أن مشروع تقییم المخاطر الزلزاليّة من أهم المشاريع البحثيّة التي قام بها المركز، والمُنَفّذ على ثلاث مراحل تشمل تقییم مخاطر الزلازل عند صخور القاعدة في أنحاء السلطنة باستخدام الطرق الاحتمالیّة والقطعیّة، وكذلك دراسة التمنطق الزلزاليّ الدقیق، ورسم خرائط الخطورة الزلزالیّة، وخرائط الاھتزازات الأرضیّة الناتجة من زلازل حقیقیّة أو افتراضیّة بمحافظة مسقط، بالإضافة إلى إعداد دلیل تصمیم المنشآت المقاومة للزلازل في السلطنة.
مشاريع مع جهات أخرى
كما ذكر المدير عددًا من المشاريع البحثيّة المنَفذة مع الشركات والجهات الحكوميّة المختلفة منها: تقييم مخاطر الزلازل لتحديث معايير الطرق في سلطنة عُمان، ودراسة التمنطق الزلزاليّ الدقيق، وحساب الخطورة الزلزاليّة لمعسكرات وزارة الدفاع بمحافظة مسقط، وتقييم المخاطر الزلزاليّة، وتحديد خصائص التصميم المرن لإنشاء متحف عُمان عبر العصور، ودراسة فحص التربة في منطقة الدقم، وتقييم مخاطر التسونامي للشركة العُمانية للغاز الطبيعيّ المسال، وتحليل الهزات الأرضيّة الصغيرة لبعض حقول النفط بهدف معرفة أسباب حدوثها ومدى تأثيرها على الحقول والمرافق المجاورة.
زيادة عدد المحطات
وفي لقاء مع يوسف بن محمد الشجبيّ نائب مدير المركز أشار إلى أن المركز يسعى لزيادة عدد محطات الرصد الزلزاليّ في الشبكة العُمانيّة، وإنشاء شبكة عُمان لقياس الحركة الزلزاليّة القويّة في المناطق الحضريّة؛ للحد من مخاطر الهزات الأرضيّة في السلطنة، والتخفيف من آثارها عن طريق تسجيل الاهتزاز، ونقل المعلومات إلى خرائط الاهتزاز، وخرائط المخاطر في وقت قصير جدًّا؛ حتى يتسنى للجهات المختصة متابعة الحدث، وتقديم ما يلزم لتقليل تأثيره على الإنسان والممتلكات.
ويسعى المركز إلى إضافة ست محطات رصد عاديّة؛ لتعزيز قدرة الشبكة الحاليّة على الرصد، وإنشاء اثنين وستين محطة لقياس الحركة القويّة التي يمكن أن تحدث بسبب الزلازل، وتكون موزعة على المدن الرئيسيّة، وداخل المباني، والمنشآت المهمة والحيويّة، كما ستقام محطات الرصد العاديّة للزلازل خارج المدن في مناطق بعيدة عن المناطق الحضريّة وعلى عمق معين تحت سطح الأرض. بينما ستقام محطات تسجيل الحركة القويّة في المناطق الحضريّة على سطح الأرض أو بالقرب منه، وداخل المباني والمنشآت المهمة.
تعمل محطات تسجيل الحركة الأرضيّة القويّة على قياس الاهتزاز الزلزاليّ على سطح الأرض، الذي تشهده هياكل المنشآت خلال وقوع الزلازل، ومراقبة سلامة المباني، وعدم تأثرها بالزلازل بأي حال من الأحوال، بالإضافة إلى دورها المكمل والداعم لشبكة الرصد العاديّة خارج المدن، إذ تساعد على فهم مصادر الزلازل وكيفية انتشار الموجات الزلزاليّة في المناطق التي لا توجد فيها تسجيلات كافية.
تشمل خطة العمل المقترحة على عدة مراحل منها: اختيار مواقع إنشاء المحطات، والمواصفات الفنيّة للأجهزة المطلوبة وطرق التركيب، وتطوير البرمجيّات اللازمة للحساب الفوري في الوقت الحقيقيّ لخرائط الاهتزاز، وخرائط المخاطر الزلزاليّة، وبث المعلومات للمعنين بالاستجابة وإدارة الحالات الطارئة في السلطنة.
النتائج المتوقعة
كما أشار الشجبيّ إلى فائدة النتائج المتوقعة من هذا المشروع التي ستخدم العديد من الجهات والمعنيّين بعلوم الأرض والزلازل، والمهندسين المدنيّين، والإنشائيّين، ومهندسي المرور، والمختصين في مجالات تخطيط المدن، والدفاع المدنيّ، وخدمات الإسعاف والطوارئ، والمعنيّين بمراكز الإنذار المبكر وغيرهم، إضافة إلى مراقبة سلامة المباني المهمة والحيويّة بما توفره من معلومات أساسيّة عن تحديد عوامل التضخيم المتوقع للحركة الأرضيّة، وتحسين خرائط التمنطق الدقيق وخرائط قابلية التمييع للتربة، وزيادة دقة خرائط الاهتزاز لزلزال معين.
وأضاف أن المحطات تقوم برصد أي هزه تحدث داخل نطاقها، وتبث المعلومات الزلزاليّة على مدار الساعة عبر الأقمار الصناعيّة إلى مبنى المركز، في حين يعمل برنامج تحليل الزلازل في الحاسوب مبدئيًّا بتحديد أماكن حدوثها وحساب معاملاتها الأوليّة. بعدها يقوم المختصون في المركز بمراجعة الزلازل؛ لتحديد أماكن حدوثها وحساب معاملاتها بشكل أدق، والإبلاغ عنها، وتثبيتها في النظام، وعلى الخرائط المخصصة لذلك وفقًا للإجراءات التشغيليّة الثابتة بالمركز. وقد عمل مركز رصد الزلازل منذ سنوات على استخدام معطيات بعض محطات الرصد الزلزاليّ العالميّة والاقليميّة؛ لتحسين مواقع الهزات الأرضيّة المحليّة والبعيدة.
أهداف المركز
وذكر الشجبيّ أن المركز يهدف إلى تقييم أخطار الزلازل في السلطنة تقييمًا كميًّا دقيقًا من خلال تحديد أماكن الخطر الزلزاليّ، وخصائص كل منها، وتحديد قوة أعلى زلزال يمكن حدوثه في كل منطقة خطر، والزمن اللازم لتكرار حدوثه. وتعد هذه المعلومات اللبنة الأساسيّة للمهندسين والإنشائيّين والمخططين؛ لتحديد تأثير هذه الأخطار الزلزاليّة على المنشآت والمشاريع بأنواعها، ومن ثم وضع السبل والوسائل اللازمة لتخفيف آثارها من خلال وضع دليل بناء وبرامج عمرانيّة وتخطيطيّة وتثقيفيّة تدرس هذه الأخطار بشكل دقيق.
كما يعمل المركز على متابعة الدراسات والبحوث العلميّة المتعلقة بالزلازل، وعقد الندوات والدورات والمؤتمرات العلميّة المتخصصة، والتنسيق والتعاون مع المراكز والمؤسسات العلميّة العربيّة والعالميّة.