امتحان لايذوق من يؤديه إلا طعم النجاح

ـ السليماني: رسم الابتسامة على وجوه المكفوفين

ـ أصيلة: نقطة فاصلة لمواصلتي درب العطاء

ـ هاجر: فتح لي نوافذ الانتماء للوحدة الإنسانية

استمعت إليهم: إخلاص الزكوانية

هذه المرة لجان الامتحان بلا مراقبين، ودرجة الإجابة عن أي سؤال بعشر أمثالها، وربما بأضعاف مضاعفة، وورقة الأسئلة تضيء الوجوه، فنراها كلها ضاحكة مستبشرة وكأن كلا منهم ذاق طعم النجاح قبل أن يكتب كلمة واحدة. أي امتحان هذا؟ وماذا كتب طلبة الجامعة في ورقة الإجابة؟ الاستطلاع الآتي يجيب عن علامات الاستفهام الحائرة:
يقول صقر بن أحمد السليماني، طالب في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية: إنه امتحان الخير والعطاء، إنها الأعمال التطوعية التي تخوضها بكامل رغبتك، حيث لا ورقة أسئلة ولا إجابات، بل تشارك في أي عمل من أعمال التطوع التي تحرص جامعة السلطان قابوس أن تغرس في بستانها ألف شجرة، لها ظلال وارفة في تنمية المجتمع وتطوره، وكانت بداياتي من خلال المشاركة في عدد من الأنشطة، كان آخرها “أسبوع التطوع” الذي نظمته كلية الآداب والعلوم الاجتماعية وشاركتُ في أنشطته الداخلية والخارجية، ومنها زيارة معهد عمر بن الخطاب للمكفوفين، وإقامة حلقة عمل للتعليق الصوتي لهم، إذ كانت تجربة ممتعة وثرية للطلبة المكفوفين، وهذه التجربة أتاحت لي الفرصة لإخراج طاقاتي في خدمة المجتمع ورسم الابتسامة على وجوه الآخرين.

قطرة أمل

تجيب أصيلة بنت حميد الرحبية، طالبة في كلية التمريض قائلة: ثقافة التطوع موجودة بين الشباب الجامعي، وكانت مشاركتي في حملة “قطرة أمل” نقطة فاصلة في مواصلتي درب العطاء، فقد تعلمت منها قيمة العمل الجماعي ونشر ثقافة التبرع بالدم، فضلًا عن قيمتها الإنسانية العظيمة التي لا يشعر بها إلا من ذاق حلاوة نتاجها، وكانت لي بصمة أيضًا في “فريق حياة التطوعي” و”فريق محاربي السرطان”، وأنا فخورة بهذه التجارب.

دعم ومشاركة

يؤكد الحسين بن علي البحري، طالب في كلية العلوم: أن الأنشطة اللاصفية مساحة واسعة يستطيع من خلالها الطالب ممارسة عدد من الهوايات لاكتساب مهارات جديدة وخبرات مختلفة، وأن النشاط الطلابي هو مهد العمل التطوعي فيمارس الطالب فيه نشاطه لخدمة مجتمعه وبيئته ووطنه.
وأضافت أمينة بنت ناصر العبرية، طالبة في كلية التجارة والعلوم السياسية، قائلة: كأس عمادة شؤون الطلبة لأفضل مبادرة تطوعية خير دليل على اهتمام الجامعة بميدان الأعمال التطوعية، ولهذا فإننا نفاخر بكل ما تقوم به الجامعة في هذا المجال، لأنها تؤمن بطاقات طلبتها وتطلعاتهم لخدمة هذا الوطن وتنميته.
ويؤكد الأزهر بن صالح الرحبي، تخصص عمل اجتماع، أن دور الجامعة لا يقتصر في تشجيعها طلبتها فقط، بل لها دور بارز ومهم في تشجيع المواطنين عموما وطلبة الجامعة خصوصا على الانخراط في العمل التطوعي، وأبرز ما قامت به الجامعة في هذا الجانب هو إقامة مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر، إذ يساعد فئات المجتمع في الاستفادة من الخدمات والتسهيلات داخل الجامعة.

فؤائد وثمار

تقول هاجر بنت عبدالله العمرية، طالبة في كلية العلوم الزراعية والبحرية: أعد العمل التطوعي حافزًا مهمًا لتنمية الجانب الروحي لكل طالب بعيدًا عن ضغوط الحياة المادية، ويتيح لك الشعور بالانتماء للوحدة الإنسانية يدًا بيد نحو خلق مجتمع محب لعمل الخير.
ويرى إبراهيم بن سعيد الكندي، طالب في كلية الهندسة أن الأعمال التطوعية عالم واسع يسعى لرسم البهجة على وجوه المحتاجين والمستفيدين من هذه المساعدات، وهذا يسهم في جعل هذه الفئات غير مهمشة، إضافة إلى ما للعمل التطوعي من دور كبير في تعميق قيم الإخاء بين أفراد المجتمع فيصبح الطالب الجامعي مسؤولا عما يجري من أحداث حوله، ومن ثم يسعى للبحث عن أفضل السبل لمعالجة تلك المشكلات وحث الآخرين على ذلك.
بينما تؤكد أسمهان بنت سيف الزيدية، تخصص إذاعة وتلفزيون، أن العمل التطوعي قبل كل شيء هو مساعدة إنسانية وثماره قد نلمسها في اللحظة ذاتها، إلا أن الشعور الذي يتولد عن ذلك العمل يستمر ربما لسنوات، فيشعر الشخص بالطمأنينة، والقبول الاجتماعي، والعمل التطوعي يدفع الطلبة للعمل وبذل المزيد تلقائيًا، ومنه يتعلمون مهارات جديدة ويكتسبون مميزات عديدة تعين الطالب على الدخول في الحياة العملية بيسر.
ويدعو ناصر بن خلفان البحري، طالب في كلية الحقوق، طلبة الجامعة لخوض تجربة الانخراط في الأعمال التطوعية قائلا: الجامعة بيئة خصبة وغنية بالأنشطة التطوعية التي تفتح أبوابها لكل فكرة أو رغبة ومبادرة طلابية تطوعية هدفها تقديم خدمات إنسانية داخل الحرم الجامعي وخارجه. وأرجو من جميع الطلبة المشاركة في هذه الأعمال والانضمام إلى الفرق التطوعية بالجامعة، كونها برامج وأنشطة تساعده على التخلص من الضغوطات الدراسية وتتيح له جوًّا من التغيير الإيجابي نحو الأفضل على الصعيدين العلمي والعملي.