- دكتور صدقي حسن -قسم الأحياء الدقيقة والمناعة- كلية الطب والعلوم الصحية.
للصيام فوائد لا حصر لها، وتشير العديد من الأبحاث العلمية إلى أهمية الصيام لجهاز المناعة، فهو يحفز الجسم على إنتاج كريات دم بيضاء جديدة كما يحفز الخلايا الجذعية فيه على إنتاج كريات بيضاء جديدة تكافح الجراثيم والعدوى، كذلك يفيد كبار السن الذين تصبح مناعتهم أضعف مع تقدمهم في العمر فيكون من الصعب عليهم مقاومة الأمراض في تلك المرحلة، إضافة إلى ذلك يعطي الضوء الأخضر إلى الخلايا الجذعية للشروع بالانتشار وإعادة بناء جهاز المناعة بأكمله، ويتخلص الجسم خلال الصيام من تلك الخلايا من جهاز المناعة التي ربما تلفت أو لم تعد فاعلة، أيضا يستفيد منه كل من أصيب بتلف شديد نتيجة العلاج الكيماوي أو الشيخوخة لأنه يساهم في خفض إنزيم بي كي أي PKA الذي يرتبط بالشيخوخة ويحمي مرضى السرطان من الآثار السامة للعلاج الكيمياوي.
ليس هذا فقط وإنما يجبر الجسم على استخدام مخزون الجلوكوز والدهون ولكنه يدمر أيضا جزءًا كبيرًا من خلايا الدم البيضاء مما يساهم في تجديد خلايا الجهاز المناعي، ومن آثار الصيام الإيجابية التي لها تأثير على الأمراض المناعية الأخرى – غير مرض السكري – هو تأثيره على الأمراض الروماتيزمية أو ما يسمى بالأمراض الرثوية وهي تتشارك مع مرض السكري في كونها أمراض مناعية أيضا، عندما نسير وفق نظام غذائي متوازن بين فترات الصيام يساعدنا ذلك على تعزيز الجهاز المناعي وإزالة سموم الجسم وخفض تخزين الدهون، كما أن تناول الفواكه للإفطار يساعد على تعزيز المحتوى الغذائي للجسم من الفيتامينات والمعادن، ويخفض مستويات ضغط الدم ويساعد على خفض مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين، علينا أن نسعى قدر الإمكان إلى التحكم في كل ما نأكله مع تناول الطعام ببطء ومضغه جيدا مع اختيار طرق الطهي الصحية، ومع الأسف الشديد فقد جرت العادة لدى البعض في رمضان وخاصة أثناء الإفطار أن يتناول أطعمة كثيرة ودسمة دفعة واحدة ودون رفق بالنفس أو دون مراعاة للطرق الصحية لتناول الطعام، وهذا يؤدي إلى إفساد كل ما أصلحه الجسد أثناء ساعات الصيام، لذا فتجنب كل العادات السيئة ضروري لجني أكبر قدر من فوائد الصيام.