تُعد القراءة المفتاح الرئيسي لبناء الحضارات وتقدم الأمم ورقيِّها فهي مفتاح المعرفة والعلم، وهي التي تصنع الشخص الواعي المتحضر. وتعد القراءة بمنزلة الصديق تصقل شخصية الذي يُلازمها وتساعده في تكوين موسوعة كلامية ومعرفية كفيلة أن يواجه بها العالم من حوله. وبالرغم من أننا أمة اقرأ ولكن عزف بعضنا عن القراءة وأوهم واختلق لنفسه مئات الأعذار، فها هي الكتب اليوم تحاول أن توضح لك كيف احتضنت بعضًا من طلبة الجامعة.
نعم ولا
نعم ما زلت أقرأ، هكذا بدأت عذاري بنت علي الشيذانية، كلية التربية – تخصص التربية الفنية، كلامها مشيرة إلى اتجاهها وتمسكها بقراءة الكتب الورقية وابتعادها عن الكتب الإلكترونية، وتقول: “لدي وقت للقراءة في ساعات الفراغ وأستغله بقراءة كتب الأدب والشعر، لا تستهويني الكتب الحديثة وأقرأ كثيرا للكتّاب القدماء كغسان كنفاني والمنفلوطي وغيرهم”.
وكذلك فاطمة بنت ثاني السريحية، كلية العلوم – تخصص كيمياء، تقول: “دائمًا أستقطع وقتًا للقراءة استغله في قراءة الكتب العلمية وكتب الخيال العلمي، فأنا أقرأ ما يقارب الـ ١٠ كتب في السنة، وأختار ما يتناسب مع ميولي وهواياتي وتخصصي”.
فيما تذكر طالبة من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية (رفضت ذكر اسمها) الأسباب التي لا تجعلها تتجه للقراءة وهي: ضيق الوقت وعدم القدرة على تنظيمه، والانشغال بمشاغل الحياة، وقلة الوعي بأهمية القراءة، مؤكدة على طغي وسائل الإعلام التي أغنت الشخص عن القراءة.
موقعك في الحياة
يرى أحمد بن خميس الرديني، كلية التربية – تخصص اللغة العربية، أن القراءة فرض واجب على كل ذي عقل، ويقول: “القراءة غذاء لعقلي وأنس تأنس به روحي فهي تجعلني قادرًا على فهم ما يجري حولي من أمور، وتعطيني معرفة لا حصر لها ولا يمكن إدراكها بالاستماع”، مشيرًا إلى أن القراءة تجعل الشخص متزنًا وتحول عقله لنافذة يرى من خلالها العالم وتقوي بنيان فهمه للحياة “فيها نرتقي ونتثقف ونحاور ونبني آراءً ونتعلم كيف نتكلم”.
وتشير فرح بنت علي المنذرية، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية تخصص تسويق، إلى أن القراءة ساهمت في إحاطتها بجميع علوم الحياة سواء كانت دينية، تاريخية، جغرافية، أو فنية، وتضيف: “لقد ساهمت الكتب في إثارة عقلي واستقامة فكري، ورقي شخصيتي، وكذلك القراءة اليومية للصحف التي ملأت وقت فراغي”.
ماذا لو قرأت؟
وتضيف روان بنت علي الجهورية، كلية الآداب والعلوم الاجتماعية تخصص جغرافيا: “إن اكتساب المعارف والخبرات والتعرف إلى الذات وإنعاشها بعيدا عن هموم الحياة اليومية بقراءة الكتب والمجلات الترفيهية، والقدرة على التعامل مع المشكلات بفضل التزود بسلاح المعرفة هي من الإشباعات التي تحققها القراءة”.
أما عذاري الشيذانية فتقول: “أقرأ لأبتعد قليلا عن هذا العالم المزعج ولأقوي لغتي العربية وطريقة تحدثي، وتستهويني الكتب ذات التعبيرات المجازية والصور الجمالية”. وتشير فاطمة السريحية إلى أنها تقرأ لتعيش جو الكاتب، ويستهويها غالبًا أسلوب الكاتب وطريقته.
وإذا سمعتك عرفت أنك تقرأ
يشير أحمد الرديني إلى الأثر الذي تتركه القراءة في حياته قائلا: “أثرّت القراءة في شخصيتي بشكل كبير، فجعلت مني شخصًا واعيًا ومدركًا ذا لغة سليمة، وملأت عقلي بمخزون هائل من المفردات والأفكار والمعارف، وطورت ثقافتي الشخصية، إذ ظهرت آثارها علي في طريقة تفكيري وطريقة حواري مع الآخرين وكيفية التعبير عما يجول بخاطري في المواقف التي تتطلب ذلك”. مؤكدًا على أن هوية الشخص تكمن في ثقافته، والثقافة لا تبنى إلا بلبنات القراءة “فنحن أمة اقرأ يجب أن نقرأ حتى لا ننجر خلف الآخرين”.
فيما تقول فرح المنذرية: “القراءة أكسبت نفسي ثراءً بالمعرفة والفكر والخلق والأدب، والتي من خلالها تطورت لغتي وتفكيري، فقد أثرَت القراءة في نفسي كثيرا سواء كان في وعيي بذاتي أو وعيي بمن هم حولي أو وعيي بالعلاقات والأحداث من حولي”، وذكرت روان الجهورية قائلة: “القراءة لها أثر كبير في حياتي، فقد هذبّت سلوكي في بعض مواقف الحياة”.