X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

لماذا لم ترفع الأعلام الفرنسية؟

كتب: مازن الوردي 

تجيب على هذا السؤال رسالة دكتوراه بعنوان “مواقف القوى الكبرى من النشاط الملاحي لمدينة صور العمانية 1305هـ \ 1888م – 1332هـ \ 1913م”، والرسالة من إعداد طالب الدكتوراه ناصر بن سعيد العتيقي من قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية الذي نوقشت رسالته مؤخرا في الكلية.
سعت هذه الدراسة إلى الكشف عن النشاط الملاحي لملاك السفن في هذه المدينة وأهم المعوقات التي واجهت هذا النشاط خلال فترة حكم السلطان فيصل بن تركي ١٨٨٨ – ١٩١٣م، وتتمثل هذه المعوقات في معارضة بريطانيا لرفع الأعلام الفرنسية على السفن العمانية، واتهام ملاك ونواخذة السفن بتجارة الرقيق والسلاح إضافة إلى حوادث غرق السفن، وتوضح الدراسة أسماء ملآك السفن الذين رفعوا العلم الفرنسي وأهم السفن التي امتلكوها والنواخذة الذين عملوا معهم فيها، وتبحث مسألة رفع الأعلام البريطانية والألمانية على السفن الصورية، وتبين الدراسة الدور الذي قام به أهل صور في مواجهة هذه المعوقات وبراءة بعضهم من التهم التي وجهت لهم من خلال الوثائق.
كما اعتمد الباحث المنهج الوصفي التاريخي في التعامل مع المصادر المختلفة بغية استنباط الحقائق التاريخية، والاستدلال على الدور الذي أداه سكان صور في فترة الدراسة، إضافة إلى ذلك اتبع الباحث المنهج التحليلي في تحليل معلومات الوثائق ومقارنتها من خلال مراسلات رجال السياسة البريطانيين والفرنسيين والسلطان فيصل، كذلك تم تقسيم الدراسة إلى مقدمة وتمهيد وخمسة فصول وخاتمة، إذ ركز الفصل الأول على النشاط الملاحي للسفن الصورية، وأبرز الفصل الثاني مسألة اتهام السفن الصورية بتجارة الرقيق وتتبع فيه حوادث موزمبيق (١٩٠٠- ١٩٠٢) بوصفها نموذجًا على هذه الاتهامات، وأثبت براءة بعض ملاك السفن منها وتعويضهم عما لحق بهم من خسائر مالية نتيجة الإجراءات التي اتخذت ضدهم، ويتناول الفصل الثالث الدوافع من رفع الأعلام الفرنسية على السفن العمانية ونتائجها، وأهم القوائم التي وردت فيها أسماء ملاك السفن العمانيين الذي شاركوا في رفع العلم الفرنسي. وخصص الفصل الرابع لتحليل قوائم أسماء ملاك السفن الذين رفعوا العلم الفرنسي، وتناول الفصل الخامس مسائل رفع الأعلام البريطانية والألمانية على بعض السفن الصورية.
إلى جانب ذلك توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج إذ أبرزت الدراسة أهم جوانب النشاط الملاحي للسفن الصورية وتأثير هذه السفن على الجانب الاقتصادي في صور، والصعوبات التي تعرضت لها ومنها حوادث الغرق وحوادث مصادرة السفن، وأثبتت الدراسة من خلال حادثة السفينة الخضراء وقوف السلطان فيصل إلى جانب رعاياه ودفاعه عنهم ضد ما تعرضوا له من حالات مصادرة غير مبررة رغم التزامهم بالقانون الدولي. وقد بيّنت الدوافع التي كانت السبب في رفع الأعلام الفرنسية على السفن العمانية بصفة عامة والصورية بصفة خاصة والنتائج التي أدت إليها من خلال حكم محكمة لاهاي عام ١٩٠٥ رغم الدور الفرنسي الداعم لرافعي الأعلام الفرنسية، وأبرزت الدراسة أسماء (١١١) من ملاك السفن العمانيين وذوي الأصول العمانية الذين يسكنون في شرق أفريقيا وأغلبهم من أبناء مدينة صور، الذين تمكنوا من الحصول على الأعلام والتصاريح الفرنسية.
الجدير بالذكر أن لجنة المناقشة ضمت كلًّا من الأستاذ الدكتور سمير حسن رئيسًا، والأستاذ الدكتور عبد الواحد النبوي عبد الواحد مناقشًا خارجيًّا، والأستاذ الدكتور تيسير خليل الزواهري مناقشًا خارجيًّا، والدكتورة ناهد عبد الكريم، والدكتور سعيد بن محمد الهاشمي مشرفًا، وبعد إتمام المناقشة تم إجازة الرسالة ومنح الطالب ناصر بن سعيد العتيقي درجة الدكتوراه في مجال التاريخ.

 

About the Author

Dnngo Company

بوابة أنوار الإخبارية