التحديات البيئية للسياحة في نزوى
تعد السياحة البيئية من بين أنواع كثيرة يتخذها الكثير من السياح أثناء تجولهم وترحالهم بين الدول والمدن، خاصة أن للسياحة البيئية طابعها الخاص والفريد، كون الطبيعة والبيئة الخلابة واجهتها التي تتفرد بها، وفي ظل افتقار الكثير من الدول لهذا النوع من السياحة، فإن سلطنة عمان تتميز بالتنوع الكبير والزاخر في هذا الجانب من السياحة، من الشمال إلى الجنوب، ومن شرقها لغربها، ومن بين أبرز الولايات هي ولاية نزوى التاريخية والتي تمزج بين تاريخ التراث الأصيل وطبيعتها الخلابة، ولكن لكي تدوم السياحة وتجذب الزائرين باستمرار، يجب الحفاظ عليها على أكمل وجه، وبأفضل زينتها، كونه لا تستمر دون الحفاظ عليها.
وفي هذا الحوار سنتحدث عن أبرز التحديات البيئية للسياحة في ولاية نزوى مع الطالب أحمد الشريقي من قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس، وهو صاحب ومؤسس موقع مزارات نزوى.
العوامل البيئية التي تعزز السياحة في نزوى
ويحدثنا أحمد عن أبرز العوامل التي تعزز السياحة في نزوى حيث يقول: تُعد ولاية نزوى من الولايات العُمانية التي تتمتع بعوامل بيئية فريدة تسهم في تعزيز السياحة فيها، فموقعها الجغرافي بين الجبال والسهول، ووقوعها بالقرب من سلسلة جبال الحجر، يوفر تنوعًا طبيعيًا يجذب الزوار من محبي الطبيعة. كما أن مناخها المعتدل في فصل الشتاء يجعلها وجهة مفضّلة للسياحة الداخلية والخارجية على حد سواء. وتُعد الواحات الزراعية والأفلاج مثل فلج دارس وفلج الخطمين والذي تم أدراجهما في قائمة التراث العالمي (اليونسكو) عام ٢٠٠٦) من أبرز المعالم البيئية التي تضفي طابعًا تراثيًا وطبيعيًا يعزز من عملية الجذب السياحي. بالإضافة إلى ذلك، تتميز نزوى بمساراتها الجبلية التي تُبرز جمال البيئة العمانية، مما يجعلها وجهة مثالية لعشاق السياحة البيئية.
التحديات التي تهدد السياحة في نزوى
أما عن أبرز التحديات المهددة للسياحة في نزوى فيعدد لنا الشريقي عدة أمور منها: الزحف العمراني غير المنظم الذي قد يهدد بعض المواقع الطبيعية والتراثية، ويُفقدها طابعها الأصيل، ثانياً قلة الوعي البيئي لدى بعض الزوار قد يؤدي إلى الإضرار بالبيئة المحيطة، مثل رمي المخلفات في المواقع في المواقع الطبعية أو في المواقع التراثية مثل الحارات، وأخيرا الافتقار إلى خطط بيئية واضحة لإدارة المواقع السياحية قد يؤدي إلى تدهور بعض المواقع الحساسة، ما يقلل من جاذبيتها على المدى الطويل. ولهذا، من الضروري اعتماد ممارسات سياحية مستدامة تحافظ على التوازن بين التنمية وحماية البيئة من قبل الجهات المختصة.
دور المجتمع المحلي في حماية البيئة
ويعرب لنا أحمد عن دور المجتمع المحلي في حماية البيئة السياحية ويقول بأنه: يلعب دورًا محوريًا في حماية البيئة وتعزيز استدامة السياحة في ولاية نزوى. يمكن للمجتمع المحلي الإسهام من خلال نشر الوعي البيئي بين الأفراد والزوار، كما يُسهم في الالتزام بالعادات والتقاليد المرتبطة بالمحافظة على الأفلاج والمزارع في صون الموارد الطبيعية، إضافة إلى ذلك، يمكن لأبناء المجتمع أن يشاركوا في المبادرات التطوعية لتنظيف المواقع السياحية وصيانة المواقع التراثية بالتنسيق مع الجهات المختصه، وأكد على إشراك المجتمع المحلي في صناعة السياحة البيئية يُعزز من روح الانتماء، ويضمن حماية طويلة الأمد للمواقع الطبيعية والتاريخية.
مبادرات السياحة البيئية في نزوى
بدأت في السنوات الأخيرة تظهر مجموعة من المبادرات في نزوى ويسرد لنا الشريقي بعضًها ويقول: منها تنظيم مسارات المشي الجبلي التي تمر على المواقع التاريخية ومزارع النخيل، وأيضا ما تقوم به الفرق الأهلية من حملات تنظيف سنوية للمواقع السياحية والبيئية في الولاية، ونأمل أن تزايد هذه المبادرات مما يعزز من الوعي المجتمعي.
التوصيات المستقبلية لتنمية السياحة البيئية
ومن التوصيات التي يأمل أحمد الشريقي تحقيقها لضمان استمرار السياحة البيئية هي: تكثيف الجهود نحو إعداد خطة متكاملة لإدارة المواقع السياحية البيئية، تراعي التوازن بين حماية الموارد الطبيعية وتوفير تجربة سياحية متميزة. من المهم أيضًا تعزيز وعي المجتمع المحلي والزوار بمبادئ السياحة البيئية من خلال حملات إعلامية وتثقيفية مستمرة، ويؤكد أحمد على تشجيع استخدام التقنيات الذكية لتوفير معلومات تفاعلية عن المواقع السياحية، بما يسهم في جذب عدد أكبر من الزوار.

About the Author