ناقشت كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس رسالة ماجستير في قسم السياحة للطالب أزهر بن خميس بن كريم الرواحي، بعنوان: “دراسة تحديات إدارة الطعام المهدر في تموين شركات الطيران”، وذلك بحضور لجنة المناقشة المكوّنة من: د. آية عكاوي رئيسة للجنة، ود. هدى البلوشية مشرفة على الرسالة، ود. حافظ الريامي ممتحنًا داخليًا، ود. إسلام البيومي ممتحنًا خارجيًا.

تناولت الدراسة قضية مهمة في مجال تموين شركات الطيران حيث تنتج هذه الشركات آلاف الوجبات والمشروبات يوميًا للمسافرين، إلا أن جزءًا كبيرًا من هذا الطعام لا يُستهلك ويُهدر. وينتهي معظم الطعام المتبقي في مكبّات النفايات أو يتم حرقه، على الرغم من إمكانيّة إعادة تدويره. ومع التوسّع العالمي لصناعة الطيران، ازداد حجم الوجبات المقدّمة على متن الطائرات وكذلك حجم الأطعمة المهدرة الناتجة عنها.

وقد أكّدت هذه الدراسة على أهمية تبنّي استراتيجيات فعالة لإدارة الأطعمة المهدرة بهدف استدامة العمليات التشغيلية، والحدّ من الفاقد الغذائي، وتحقيق المزيد من الربحية. ولتناول هذه المسألة، قامت الدراسة بتحليل التحديات المرتبطة بإدارة الوجبات المهدرة في شركات تموين الطيران من خلال استكشاف الأسباب الرئيسة والمعوّقات التي تواجه مزوّدي خدمات التموين. وفي نهاية المطاف، اقترحت الدراسة حلولًا ممكنة للتقليل من الفاقد الغذائي.

اعتمدت الدراسة المنهجية النوعية، تمثلت في إجراء مقابلات شبه منظمة وملاحظات ميدانية مع شركة الطيران العماني التموين في سلطنة عمان، والمزود الرئيسي لشركتي "الطيران العُماني" و"طيران السلام". وقد تمّ إجراء مقابلات وزيارات ميدانية مع شركات الطيران المحلية، بالإضافة إلى مقابلات مع مؤثرين وخبراء رئيسيين في القطاع. بلغ عدد المقابلات التي أُجريت ١٦ مقابلة، وثلاث زيارات ميدانية.

وقد كشفت الدراسة عن عدة تحديات في إدارة الأطعمة المهدرة في تموين الطائرات، من بينها: غياب نظام لفرز الطعام، ونقص في المشاريع المستدامة والصديقة للبيئة، وشحّ في الكوادر البشرية، وصعوبات في تحديد الكمية الدقيقة للطعام المطلوب، بالإضافة إلى التغيّرات المتكررة في متطلبات شركات الطيران وقوائم الطعام. وفي نهاية الدراسة قامت بتقديم توصيات واقتراحات بناءً على نتائجها وآراء الخبراء، لتوفير إرشادات عملية لكل من المجالين الأكاديمي والتطبيقي.