X638311283768843821

 



Banner-02

ميثاء الهنداسية تبتكر إسفنجة لمعالجة تلوث النفط

13 May, 2025 |

 

حاورتها: فاطمة بنت محمد الفورية

 

يمثّل التخرج من الجامعة بداية مرحلة جديدة في حياة الطالب، حيث ينتقل من مقاعد الدراسة إلى ميادين الحياة العملية، مزودًا بما اكتسبه من معارف وخبرات، ومستعدًا لخوض تحديات الواقع بثقة وطموح. ومن بين النماذج الملهمة التي برزت بعد التخرج، ميثاء بنت سعيد الهنداسية، خريجة كلية العلوم الزراعية والبحرية من جامعة السلطان قابوس، وعضو مؤسِّس في الاتحاد العماني للمخترعين، والرئيس التنفيذي لشركة “إيجاد لتقنيات البيئة”، التي تعمل على تطوير مشروع بيئي مبتكر يتمثل في “إسفنجة صديقة للبيئة تفصل النفط عن الماء”.

 

  • فكرة المشروع

تقول ميثاء عن هذا الابتكار: “الإسفنجة هي منتج تم تطويره من مخلفات النباتات المحلية، وتعمل على فصل النفط عن الماء بكفاءة عالية. يمكنها امتصاص ما يعادل أربعة أضعاف وزنها من النفط، كما يمكن إعادة استخدامها لعدة مرات. وعند انتهاء عمرها الافتراضي، يمكن التخلص منها بطريقة آمنة عبر دفنها في التربة، حيث تتحلل وتتحول إلى سماد طبيعي”.جاءت فكرة المشروع نتيجة لشغفها بالكيمياء والنفط منذ الطفولة، ورغبتها في تقديم حل عملي ومستدام لمشكلة التلوث النفطي، بما يخدم البيئة ويحد من آثار هذه المشكلة المتفاقمة.

  • مميزات الإسفنجة

تتميز هذه الإسفنجة بعدة خصائص تجعلها خيارًا مثاليًا وصديقًا للبيئة، كما توضح ميثاء: “عملية تصنيعها بسيطة نسبيًا ولا تتطلب تكلفة عالية، لأنها تعتمد على خامات محلية من مخلفات النباتات. كما يمكن تشكيلها حسب الطلب من حيث الحجم والشكل، وهي قابلة لإعادة الاستخدام لأكثر من مرة، وتتحلل بعد الاستخدام في التربة لتصبح سمادًا طبيعيًا”.وتضيف: “الإسفنجة تمتص النفط بكفاءة عالية جدًا، تصل إلى أربعة أضعاف وزنها، مما يجعلها فعالة مقارنة بالخيارات التقليدية”.

  • مقارنة بالطرق التقليدية

وحول الفارق بينها وبين طرق فصل النفط التقليدية، تشير الهنداسية إلى أن الطرق المعروفة غالبًا ما تكون باهظة التكلفة، أو تُلحق ضررًا بالبيئة، أو تتطلب معدات معقدة. أما الإسفنجة المطوّرة، فتتميز بسهولة الاستخدام، وانخفاض التكلفة، وفعاليتها الكبيرة، فضلًا عن كونها خيارًا مستدامًا وصديقًا للبيئة.

  • خطوات التطوير والتوسع

لا تتوقف طموحات ميثاء عند هذا الحد، إذ تعمل حاليًا على تحسين أداء الإسفنجة من حيث سرعة الامتصاص وسعة التحمل، كما تدرس إمكانية تطوير أشكال مختلفة منها وفقًا لطبيعة الاستخدام. وتطمح إلى إدخال تقنيات ذكية تتيح مراقبة أداء الإسفنجة خلال الاستخدام، إلى جانب التوسع في تسويق المنتج محليًا ودوليًا.

  • جائزة وطنية

وقد تُوّجت هذه الجهود بحصول المشروع على “جائزة الإجادة الشبابية في مجال البيئة” لعام 2023، ضمن احتفال يوم الشباب العماني، وبرعاية كريمة من صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب . وتعبّر ميثاء عن شعورها قائلة: “كانت من الإنجازات القريبة جدًا إلى قلبي، وأعدّ هذا التكريم دافعًا كبيرًا للاستمرار. شعرت بفخر كبير عند تكريمي من قِبل صاحب السمو، وكانت تلك لحظة فارقة في مسيرتي”.

  • رسالة إلى الشباب العماني

وفي ختام الحوار، وجهت ميثاء رسالة مؤثرة إلى الشباب العماني، قائلة:“رسالتي لكل شاب طموح: لا تنتظروا الفرصة، بل اصنعوها بأنفسكم، وابدؤوا من التحديات المحيطة بكم. لدينا في عُمان من الموارد الطبيعية والعقول المبدعة ما يؤهلنا لنكون في مقدمة الدول في مجال الابتكار البيئي. اجعلوا من شغفكم مشروعًا، ومن مشاكلكم حلولًا، ولا تترددوا؛ احلموا واعملوا على تحقيق أحلامكم”.

About the Author