X638311283768843821

 



  

Banner-02638735669713724437

 

ختام حافل لأيام الآداب الثقافية: إبداع بصري وموسيقي يضيء الأمسية الأخيرة

 

  • تغطية: شيماء بنت عبدالله المعولية

 

أسدلت كلية الآداب والعلوم الاجتماعية الستار على فعاليات أيام الآداب الثقافية في أمسية ختامية احتضنت مزيجًا من الإبداع السينمائي، الموسيقي، والشعري، تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد بن علي البلوشي، رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي، وبحضور نخبة من المثقفين والأكاديميين. وجاءت هذه الأمسية يوم الأربعاء، لتختتم ثلاثة أيام من الفعاليات الثقافية والفكرية الغنية.

شهدت أيام الآداب الثقافية، التي نُظّمت خلال الفترة من 24 إلى 26 فبراير 2025، سلسلة من الفعاليات الثرية، حيث اجتمع الفكر والفن في ظاهرة ثقافية شملت المعارض، المحاضرات، الجلسات الحوارية، الورش، والعروض السينمائية، مما أتاح للمشاركين فرصة التفاعل مع القضايا الفكرية والثقافية المعاصرة. وقد شهدت الأمسية الختامية، التي أُقيمت بقاعة الفعاليات الثقافية، لحظات مميزة عبّرت عن روح التعاون والإبداع التي سادت طوال أيام الفعالية.

 

رؤية سينمائية تحاكي العمق الإنساني

بدأت الأمسية بعرض الفيلم العُماني "أرواح ملتهبة "الذي قدّم رؤية إبداعية تتجاوز الصورة التقليدية إلى أبعاد فلسفية وإنسانية أعمق. وقد تحدّث مخرج الفيلم، يعقوب الخنجري، بعد العرض عن كواليس العمل، مؤكدًا أن الفن السينمائي ليس مجرد ترف بصري، بل نافذة للتأمل والتفكير.

وتلا العرض قراءة نقدية قدّمها الدكتور سالم بن هلال المعمري، حيث استعرض الأبعاد الجمالية والرمزية للفيلم، متناولًا مفهوم الطفولة كعنصر محوري في العمل، وموازنًا بينه وبين أفلام عالمية مثل "طفولة إيفان" لتاركوفسكي و "أين يقع منزل صديقي؟ " لعباس كياروستامي. كما أشار إلى تأثير البيئة والمكان في تشكيل البنية البصرية للفيلم، موضحًا أن "أرواح ملتهبة" يعكس عمق العلاقة بين الإنسان والطبيعة بأسلوب سردي متماسك.

لخّص الدكتور سالم المعمري تجربة المخرج يعقوب الخنجري بقوله:

""يمكن القول أن المخرج وفريقه الفني لم يسردوا قصة فحسب، بل قدّموا محاولة جريئة لإلقاء قصيدة مرئية، حيث تنثال رؤاه السينمائية بكادرات تمتاز بعمقها الفني و الجمالي، و بقدرتها على طرح الأسئلة ضمن ثيمة الفلم، مما يجعل "أرواح ملتهبة" يقترب من السينما الشعرية التي تشكل الطفولة جزدًا أصيلًا من إرثها و ألقها."

وقد أدار هذه الجلسة النقدية الدكتور علي الريامي، الذي قاد الحوار بأسلوب متميز، مما أتاح للحضور فرصة التفاعل مع مختلف الرؤى النقدية المطروحة حول الفيلم.

 

نافذة على السينما العالمية

كجزء من الاحتفاء بالسينما العالمية، شهدت الأمسية عرضًا خاصًا للفيلم الإيراني "واحد واحد صفر " للمخرج حميد رضا همتي، أحد الأسماء البارزة في السينما الإيرانية والمعروف بإسهاماته العميقة في المشهد السينمائي العالمي. و قد قدم الأستاذ يعقوب الخنجري لمحة عن تجربة همتي مشيرًا إلى أعماله البارزة مثل "سياه باز" الذي اختير في كثير من المهرجانات السينمائية الإيرانية و الدولية و حصل على العديد من الجوائز، و مسلسل "روز خون" الذي عرض في القناة الرئيسية للتلفزيون الإيراني عام ٢٠٢٤، و حظي بإعجاب واسع من الشارع الإيراني، و مشاركاته في أفلام دولية، من بينها "القفص الذهبي" و "لينا"، كما أعلن عن مشروعه الجديد "نبهان"، الذي سيكون انتاجًا سينمائيًا عمانيًا متميزًا.

 

عذوبة الموسيقى وسحر الشعر

بعد الإبداع البصري، انتقل الحاضرون إلى عالم الموسيقى، حيث قدّم طلبة قسم الموسيقى والعلوم الموسيقية معزوفة موسيقية تألّقت بأنغامها العذبة، مكملةً المشهد الإبداعي للأمسية.

وتلا ذلك فقرة شعرية ألقاها الشاعر زاهر بن غصن الصوافي، حيث صدحت كلماته بإحساس مرهف، لتضفي على الأمسية طابعًا وجدانيًا أصيلًا، جمع بين الجمال الفني والعمق الأدبي.

 

تكريم وإشادة بالجهود المبذولة

في ختام الأمسية، كرِّم المشاركين في الفعاليات، حيث وُزِّعت شهادات الشكر والتقدير على المنظمين والمبدعين الذين أثروا هذه الأيام الثقافية بعطائهم وإبداعاتهم. كما قُدِّمت هدية تذكارية لراعي الحفل تقديرًا لدعمه للأنشطة الثقافية.

 

نهاية تفتح آفاق المستقبل

بهذا المشهد الختامي، انتهت فعاليات أيام الآداب الثقافية لهذا العام، بعد أن قدّمت فسحةً للفكر والإبداع، ونافذةً للتجديد الثقافي. وكما قال الأستاذ يعقوب الخنجري خلال الأمسية:

حين نحتفي بالمبدعين، فإننا لا نحتفل فقط بنجاحاتهم، بل نُقدّر أيضًا الجهد والتحديات التي واجهوها، فالإبداع لا يولد إلا من رحم المعاناة، ويتطلب العزيمة والمثابرة ليبقى خالدًا عبر الزمن، ملهمًا للأجيال القادمة"ومع الوداع، يبقى الشغف مستمرًا لمواسم قادمة تحمل المزيد من التألق والتميز في المشهد الثقافي العُماني.

About the Author