تحت رعاية معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري، وزير الاقتصاد، بدأت اليوم أعمال المؤتمر الثالث في الاقتصاد والمالية بتنظيم من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة وبالشراكة الاستراتيجية مع مكتب متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040، وذلك في فندق سانت ريجيس الموج.
وخلال كلمة افتتاح المؤتمر قال الدكتور المختار بن سيف العبري -عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ورئيس اللجنة المنظمة "إن هذا المؤتمر يأتي في توقيت مهم، مع مرور خمس سنوات على انطلاق رؤية عمان 2040 ونهضة عمان المتجددة، التي وضعت التحول الرقمي وريادة الأعمال في صميم استراتيجياتها، إدراكًا لأهميتهما في بناء اقتصاد قائم على الابتكار والمعرفة والتكنولوجيا".
مشيرًا إلى أن المؤتمر يولي اهتمامًا خاصًا بالشركات الناشئة، لا سيما تلك العاملة في قطاع التكنولوجيا، حيث أصبح الابتكار التكنولوجي محركًا رئيساً للتنافسية الاقتصادية وخلق فرص العمل وتعزيز التنمية المستدامة في القطاع الرقمي. ولذلك، فإن هذا الحدث يمثل منصة مثالية لمناقشة سبل تمكين هذه الشركات الناشئة، وتهيئة البيئة المناسبة لها، ومساعدتها في التوسع إلى الأسواق العالمية، من خلال استعراض أبرز التجارب الناجحة، وتسليط الضوء على أهم السياسات والممكنات الداعمة لنموها.
ويأتي المؤتمر تحت عنوان "تعزيز التحول الرقمي والاتصال العالمي لتحقيق النمو المستدام"، ساعيًا إلى استكشاف حلول واستراتيجيات مبتكرة لتعزيز النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة في سلطنة عمان، تماشياً مع المرحلة المحورية التي تمر بها البلاد في مسيرة التحول الاقتصادي. ويركز على محاور رئيسية تشمل: التحول الرقمي وأثره في دفع عجلة الاقتصاد، وريادة الأعمال في الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا، ودورها في بناء اقتصاد قائم على الابتكار، كما يركز على الشراكات العالمية وأهميتها في تحقيق التنمية المستدامة، بالإضافية إلى استراتيجيات التنويع الاقتصادي ضمن رؤية عمان 2040.
تميز المؤتمر بمشاركة نخبة من المسؤولين والتنفيذيين ورواد الأعمال والأكاديميين والباحثين الاقتصاديين ورجال الأعمال، بالإضافة إلى متحدثين دوليين بارزين. ويقدم المؤتمر نحو 45 ورقة بحثية متخصصة من 11 دولة مختلفة ناقشت التحديات والفرص التي تواجه قطاع الأعمال والاقتصاد الرقمي، كما تخلله حلقات نقاشية ثرية، تسلط الضوء على التجارب الناجحة في بناء الشركات الناشئة وتوسيع نطاقها عالميًا.
من جانبه قدم المتحدث الرئيسي في المؤتمر أمير حجازي، الشريك المؤسس والشريك الإداري لمؤسسة كابيتال ديموكراسي، عرضًا عن بناء نظام بيئي مزدهر للشركات الناشئة في سلطنة عمان، تطرق فيه إلى طريقتين رئيسيتين لتحقيق النمو الاقتصادي: الشركات القائمة التي توسع عملياتها، والشركات الناشئة التي تقدم حلولًا مبتكرة لمتطلبات السوق. وأشار المتحدث إلى أن الشركات الناشئة تعتمد في نظامها على عدة عوامل، تتعلق بالجوانب القانونية والثقافية والإدارية والمالية والاقتصادية، مؤكدًا على أهمية هذه الشركات في دفع التنوع الاقتصادي وخلق فرص العمل والابتكار التقني وجذب الاستثمار الأجنبي.
وجاءت جلسات المؤتمر متزامنة في قاعتين منفصلتين، إذ تضمن المؤتمر جلسة نقاشية بعنوان "الابتكار والأسواق والنمو الاقتصادي في العصر الرقمي"، أدار الجلسة صاحب السمو الدكتور أدهم بن تركي آل سعيد- أستاذ مساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وتحدث خلالها كلًا من سعادة السيد الدكتور منذر بن هلال البوسعيدي – نائب رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040، وأمير حجازي – العضو المنتدب لمؤسسة كابيتال ديموكراسي، وحارث المقبالي - الرئيس التنفيذي لشركة أوتاكسي، والمهندس هلال بن حمد البوسعيدي - رئيس مجلس إدارة مبادرة الاستثمار.
وجاءت الجلسة العامة للمؤتمر تحت عنوان "النمو والابتكار: الأسواق الرقمية والاستدامة وريادة الأعمال" والتي أدارها الدكتور فهيم بن عبدالله المرهوبي، أستاذ مشارك بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية. وترأس الأستاذ الدكتور سعيد بن مبارك المحرمي، أستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة الجلسة الأولى والتي كانت بعنوان "النمو ومرونة السياسة: التجارة والتنويع واستجابات السوق". فيما جاءت الجلسة المتزامنة بعنوان "الاستراتيجيات المبتكرة في الأعمال والاستدامة وإدارة الأزمات" برئاسة الأستاذة الدكتورة ماري برينان من كلية إدارة الأعمال بجامعة إدنبرة.
وجاءت الجلسة الثانية تحت عنوان "التكنولوجيا المالية والاستدامة والتحول الاستراتيجي" ترأسها الأستاذ الدكتور أزهر بن محمد من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا. فيما كانت الجلسة المتزامنة قد ترأسها الدكتور محمد رضا رزاق من الجامعة، وجاءت تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في التعليم والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتمويل".
جدير بالذكر أن المؤتمر يستمر على مدى يومين متتاليين بحيث يكمل المؤتمر جلساته اليوم الثلاثاء ويختتم أعماله بتوصيات اللجنة المنظمة.