X638311283768843821

 



BosherHallInSide

  

 

المرأة القيادية في جامعة السلطان قابوس: ركيزة أساسية في تعزيز الهوية الوطنية

 

في جامعة السلطان قابوس، تبرز المرأة القيادية بدور محوري في تعزيز الهوية الوطنية من خلال مساهماتها الفاعلة في مختلف المجالات الأكاديمية والإدارية. فهي تمثل نموذجًا للريادة، حيث تتولى مسؤوليات قيادية تسهم في تطوير بيئة الجامعة وتعزيز مكانتها على المستويين المحلي والدولي. وبفضل الجهد الدؤوب الذي تقوم به المرأة العمانية القيادية في الجامعة؛ تترسخ القيم الوطنية لدى الطلبة والهيئات الأكاديمية، من خلال الدمج بين الأصالة والتحديث في مختلف الممارسات. في هذا السياق، التقينا بعدد من هذه القيادات اللاتي تحدثن عن دورهن الفاعل في تعزيز الهوية الوطنية وأهمية المحافظة على التراث العماني ضمن سياق العصر الحديث فماذا تقول قياديات الجامعة…

 

  • صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد مساعدة رئيس الجامعة للتعاون الدولي

كانت المرأة ولا تزال محركاً رئيسياً في دفع عجلة التنمية، ويمكن أن نستشهد بمقولة جلالة السلطان قابوس -طيب الله ثراه- بأن "الوطن لا يحلق من دون المرأة"، وأكد ذلك جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله - في خطاباته السامية على أن المرأة شريكة وتعمل مع الرجل في مختلف المجالات لخدمة الوطن والمجتمع.

ومن أهم الأدوار القيادية التي تقوم بها المرأة: تعزيز الهوية الوطنية، وتكريس الجهود والعمل بتفانٍ وإخلاص لخدمة الوطن.  ويبرز ذلك من خلال الدور الأسري المهم الذي تؤديه في بيتها، وبناء النسيج المجتمعي الذي هي جزء لا يتجزأ منه، إلى جانب ترسيخها للقيم الثقافية والمجتمعية في البيئة من حولها سواء مهنيا أو مجتمعيا.

إن الدور الأساسي الذي تؤديه المرأة القيادية يتمثل في كونها قدوة في محيطها، وذلك يعني أن هنالك شريحة كبيرة من المجتمع تنظر إليها بعين التطلع والطموح، لذلك يمكن أن يكون ذلك داعيا للمرأة القيادية إلى استشعار تلك المسؤولية والتحلي بالروح الوطنية والسمات النبيلة. إضافة إلى ذلك، فإن وجود أعداد متزايدة من النساء العمانيات في مختلف مواقع المسؤولية في الدولة والمجتمع من شأنه أن يمهد الطريق للمزيد من النساء لتحمل مسؤوليات أكبر،  لذلك فإن علينا جميعًا التوجه بالتقدير والإشادة لكل النساء اللاتي مهدن ويمهدن الطريق لجيلنا الحالي وللأجيال القادمة لقيادة هذا الوطن نحو الرفعة والسمو.

 

  • الأستاذة الدكتورة منى بنت أحمد السعدون، أستاذ بكلية الطب والعلوم الصحية

المواطنة والهوية الوطنية من أولويات رؤية “عمان 2040”، ويتناغم ذلك مع المجتمع العُماني المعتز بثقافته وهويته الوطنية. حيث رُسخ هذا المبدأ من خلال اهتمام حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي يدعو للاعتزاز والتمسك بالهوية العمانية والتراث الأصيل. تَجسد هذا الاهتمام في رؤية عمان 2040 التي جعلت المواطنة والهوية الوطنية من ركائزها وأولوياتها، باعتبارها مكامن القوة في بناء النهضة العمانية المتجددة.

وتلعب المؤسسات التعليمية دورًا كبيرًا في تعزيز الانتماء للوطن، ويعد دور الجامعات في هذا المجال جوهريًا. بناءً عليه، عملت الكلية على إتاحة فرص متعددة لربطها والطلبة بالمجتمع العماني من خلال برامج خدمة المجتمع وتقديم فعاليات تلبي احتياجات فئات المجتمع في بعض المجالات الصحية. من هذه الجهود: ربط الطلبة بمؤسسات المجتمع المدني وتقديم مبادرات متعددة بالتعاون معها، وتوجيه البحوث العلمية الطلابية نحو المشاكل التي يعاني منها المجتمع العماني. كما أن هناك مقررات دراسية تطرحها الجامعة لتعريف الطلاب بإرث وتاريخ وحضارة عمان العريقة.

تسهم هذه المبادرات في تعزيز انتماء الطلبة والمنتسبين للكلية، وترسيخ القيم والأفكار والتقاليد الاجتماعية والثقافية العمانية، كما تغرس العمل التطوعي والسلوكيات الداعمة للمجتمع من خلال تعزيز قيم العطاء والاحترام والصبر والتعاون والتسامح، وهي أخلاقيات تتقاطع مع القيم العمانية الأصيلة والنبيلة.

وتتفرد المرأة بدور إضافي في هذا السياق، حيث إن تعزيز الهوية الوطنية وبناء المواطنة المسؤولة يستوجب أن تقوم الأسرة بدور أساسي في تنشئة جيل قادر على تجاوز التحديات. تبرز المرأة العمانية، وخاصة الأم، في هذا الدور من خلال توجيه ودعم ومتابعة الأبناء والشباب. هذا الدور يتطلب أن نكون قدوة للأجيال القادمة، سواء في أماكن العمل أو في منازلنا، مع تعزيز روح المواطنة والمحافظة على القيم والمبادئ العمانية الأصيلة.

 

  • د سهام بنت سالم السنانية، الرئيسة التنفيذية للمدينة الطبية الجامعية

كانت المرأة العُمانية ولا زالت نموذجًا مشرفًا في بناء القيم الوطنية وتعزيز الهوية وغرسها في الأجيال المتعاقبة، بدءًا من الأدوار التربوية في الأسرة وصولاً إلى مواقع صنع القرار، واستطاعت المرأة العُمانية القيادية أن تحتفظ بقدرتها على التوفيق بين الحفاظ على الهوية الوطنية والانخراط في التطور الاجتماعي والاقتصادي الذي تشهده سلطنة عمان. فالمرأة العُمانية القيادية لها دور بارز في تعزيز الهوية الوطنية، وقد أثبتت عبر التاريخ دورها الفاعل في حماية القيم والمبادئ التي تشكل أسس المجتمع العُماني. فهي لم تكتفي فقط بالحفاظ على التراث، بل أسهمت بفعالية في تطوير المجتمع عبر توجيه الطاقات الشابة نحو الإنتاجية، المشاركة المجتمعية، والمسؤولية الوطنية.

المرأة العُمانية القيادية تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز الهوية الوطنية من خلال العديد من المجالات والأنشطة التي تساهم في نقل القيم والتقاليد للأجيال القادمة، حيث تتجلى أدوار العمانيات القياديات في مختلف المجالات، فهن رائدات في التعليم، الصحة، والأعمال الاجتماعية، إلى جانب مشاركتهن في قطاعات ريادية أخرى مثل السياسة والاقتصاد. ففي مجال التربية والتعليم شغلن أدوار ومناصب قيادية تم من خلال جهودهن تطوير المناهج الدراسية لتشمل تعليمًا يربط بين التطور العلمي والحفاظ على الهوية الثقافية والوطنية في نفوس الأجيال. كما قادت المرأة العمانية مشاريع عديدة لدعم الأجيال القادمة في مجال ريادة الأعمال والابتكار، مع الحفاظ على الهوية الوطنية. ودور النساء القياديات واضح في مجلس الدولة؛ حيث عملن على تعزيز القوانين والسياسات التي تدعم حماية التراث الوطني والثقافي وتطبيقها بطرق تلهم الأجيال القادمة وتحفزها على الحفاظ على الهوية الوطنية مع مواجهة تحديات العصر.

حرصت المرأة العمانية القيادية على ترسيخ الهوية الوطنية في قطاع حيوي مثل قطاع الصحة، من خلال تقديم خدمات صحية شاملة، وتطوير استراتيجيات صحية مختلفة عصرية تسهم في رعاية المجتمع العُماني مع الحفاظ على القيم الثقافية والتقاليد العُمانية والجوانب الاجتماعية والثقافية التي تحترم هوية المجتمع العُماني، والأخذ في الاعتبار العادات والتقاليد العمانية الأصيلة تعزيزاً للهوية الوطنية وترسيخاً للقيم العُمانية.

من خلال الأدوار القيادية في مختلف القطاعات، تواصل المرأة العُمانية غرس روح الانتماء وحب الوطن في نفوس الأجيال، وتوجيههم للحفاظ على الإرث الثقافي والتقاليد الوطنية، وتضمن استمرارية ارتباطهم بقيمهم وثقافتهم، مع تحفيزهم للمساهمة الفعالة في بناء مستقبل عُماني مشرق.، وفي الوقت ذاته دعم الابتكار والمشاركة في النهوض بالاقتصاد الوطني. ومن خلال أدوارها القيادية، تصبح المرأة العمانية رمزًا للهوية الوطنية والتغيير الإيجابي.

ومن هذا المنبر، أود أن أعرب عن فخرنا بدور المرأة القيادية العُمانية المزدوج في تعزيز الهوية الوطنية ومحرك للتنمية من خلال المشاركة الفعالة في التحول الاقتصادي والاجتماعي، مما يجعلها نموذجًا مُلهمًا ورمزاً حقيقياً لتعزيز الهوية في الأجيال العمانية القادمة. فكل عام والمرأة العمانية بكافة أدوارها ملهمة لأبناء الوطن.

 

  •    الدكتورة مسعده بنت أحمد سعيد الجهورية، أستاذ مساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، نائب مدير مكتب ضمان الجودة لجودة البرامج الاكاديمية وخدمة المجتمع.

تلعب المرأة العمانية دورًا رئيسيًا في تكوين هوية الأجيال القادمة في المؤسسات التعليمية وفي المجتمع عامةً. نحن كأكاديميين في الجامعة يبدأ تأثيرنا في الصفوف الدراسية، من خلال لباسنا، وقيمنا، وسلوكنا في التعامل مع الطلبة، وكيفية حل مشكلاتهم. يمكن أن نكون قدوة للطلبة، لذلك نحاول أن نقدم لهم صورًا ناجحة للمتمسك بهويته الذي تطور فكريا وساهم في بناء الوطن. إن غرس مفهوم الهوية الوطنية في نفوس الشباب يتطلب منا التوجيه والقيادة بحكمة، وإظهار الفخر بقيمنا وتراثنا بشكل عملي ويومي.

من أدوارنا القيادية في الجامعة؛ الحرص على تقديم صورة مشرفة للمحافظة على القيم والتقاليد العمانية. لله الحمد، في جامعتنا، نرى الهوية العمانية بارزة في كل مكان، في تفاصيل التصميم المعماري الذي يعكس جمال تراثنا، وفي الصفوف الدراسية، والصور المعلقة على الجدران، والالتزام بشروط الزي الرسمي الذي يُعبّر عن هويتنا الثقافية. كما تظهر هذه الهوية الوطنية أيضًا في قاعات الاجتماعات، والممرات، والفعاليات المختلفة التي تحتضن القيم العمانية الأصيلة.

 إن كان القائد والمعلم مقتنعين وفخورين بهويتهم الوطنية، ويتلقون الدعم من المؤسسة لتعزيز هذه القيم، فإنه يصبح من السهل توجيه الآخرين نحو تقدير هذه الهوية والاعتزاز بها.

 بناء الهوية الوطنية لا يتوقف عند الجوانب الشكلية فقط، بل يمتد إلى التفاعل اليومي، وإلى كيفية معالجة التحديات بحكمة مستمدة من قيمنا وتقاليدنا. هذا الترابط بين القيم الوطنية والتفوق الأكاديمي يعزز شعور الانتماء والاعتزاز لدى الطلبة، ويجعلهم سفراء حقيقيين لهويتهم في أي مكان يتواجدون فيه. نحن نؤمن بأن تمسكنا بهويتنا وثقافتنا العمانية هو الأساس الذي يقوم عليه النجاح الفردي والمؤسسي. من خلال هذا التمسك، يمكننا تعزيز روح الانتماء والوحدة الوطنية، وتمكين الأجيال القادمة من المضي قدمًا بثقة وثبات نحو مستقبل مشرق ومستدام، مستلهمين من تاريخنا العريق ورؤيتنا المشتركة.

 

  • الدكتورة انتصار بنت عبدالله الوهيبية المديرة العامة للمركز الاحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، خريجة جامعة السلطان قابوس

المرأة العمانية روح المجتمع وركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها ومحاورها المختلفة. لقد ركزت النهضة المباركة على توفير حياة كريمة مستدامة، كما أولت رؤية عمان ٢٠٤٠ أهمية كبرى بالمرأة والهوية الوطنية حيث هدفت إلى بناء مجتمع يعتز بهويته ومواطنته وثقافته ويعمل على المحافظة على تراثه، كما اهتمت ببناء منظومة شراكة مجتمعية مؤسسية متكاملة تعزز الهوية والمواطنة والترابط والتكافل الاجتماعي، كما تم التركيز على بناء وتهيئة البيئة المحفزة، والتأكيد على تمكينها وبناء قدراتها لتمارس المرأة أدوارها في بناء الوطن، وتنشئة أسرة تعتز بهويتها الوطنية.

ولا شك أن للقيادات دوراً كبيراً في تعزيز الهوية الوطنية خاصة المرأة لمحورية دورها كونها حاملة للغة والثقافة، وصمام أمان المجتمعات، وهي من تغرس المبادئ وتعلم الناشئة حب الوطن والتفاني في خدمته.

إن للمؤسسات دور هام في دعم المرأة العمانية وتمكينها سواء كانت مؤسسات حكومية أو أكاديمية أو اجتماعية. ومن خلال تجربتي الشخصية، أؤمن أن المدارس والجامعات تلعب الدور الحيوي والأبرز في هذا الجانب لعدة اسباب منها: طول فترة الدراسة، والتعلم من الأقران، والمناهج الدراسية الهادفة لغرس الهوية الوطنية وبناء الفرد الصالح بشكل عام.

وقد كان لجامعة السلطان قابوس الأثر الأكبر في مسيرتي الأكاديمية؛ حيث أثرت بشكل كبير في منهجي وأسلوب حياتي أكثر من أي مكان آخر، فقد تعلمت منها الدروس واكتسبت منها المهارات والمعارف التي ساهمت بدورها في صقل قدراتي المعرفية والقيادية. إن مناهج الجامعة وبيئتها التعليمية المكملة هي خير مكان لغرس مفاهيم الوطنية الصادقة وبناء الشخصية العمانية ذات الانتماء الوطني.

 

 

unnamed(5)unnamedunnamed(6)unnamed(3)unnamed(4)unnamed(2)unnamed(1)

unnamed(7)

unnamed(8)

About the Author