الدكتور سعيد بن محمد السيابي هو أستاذ مساعد في قسم الفنون المسرحية بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية. يتمتع الدكتور السيابي بخبرة واسعة في إدارة والإشراف على العديد من البرامج الثقافية والفنية داخل الجامعة وخارجها. بالإضافة إلى ذلك، يُدرّس الدكتور السيابي مقرر "ريادة الأعمال الثقافية والابتكار"، والذي يعد جزءًا من مبادرات مشروع الانتقال التدريجي للنموذج الريادي للجامعات، ويهدف إلى تعزيز ثقافة ريادة الأعمال في الجامعة. في هذا الحوار، نتعرف أكثر على مقرر ريادة الأعمال الثقافية.
- كيف تعرّف ريادة الأعمال في السياق الثقافي؟
إن مصطلح ريادة الأعمال الثقافية مكون من مفهومين (ريادة الأعمال(و)الثقافة (، تُعرف ريادة الأعمال الثقافية بأنها تخصص ناشئ يبحث في كيفية تأثير المنتجات الثقافية (مثل الفن والمسرح والأدب والثقافة الشعبية والآثار..) والأنشطة الثقافية (مثل الأحداث الموسيقية والأفلام والإعلام والطعام ومعارض الكتاب والمكتبات..) في نمو الاقتصادات المحلية والوطنية والعالمية.
وهناك من ينظر إلى ريادة الأعمال الثقافية باعتبارها نشاطًا اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، يقوم على الابتكار واستغلال الفرص والمخاطرة.
كما أن ريادة الأعمال الثقافية هي تدريب وتأهيل المهنيين للصناعات الإبداعية، الذين سيكونون وكلاء التغيير، الذين ينظمون ثقافيًا وماليًا واجتماعيًا وإنسانيًا رأس المال؛ لتوليد الدخل من نشاط ثقافي وإبداعي.
وعليه، فإن رواد الأعمال الثقافيون هم وكلاء التغيير الثقافي الذين ينظمون رأس المال الثقافي والمالي والاجتماعي والبشري؛ لتوليد إيرادات من نشاط ثقافي؛ بحيث تؤدي حلولهم المبتكرة إلى مشاريع ثقافية مستدامة اقتصاديًا، تعزز سبل العيش، وتصنع قيمة وثروة ثقافية لكل من المنتجين المبدعين ومستهلكي الخدمات والمنتجات الثقافية. وباختصار، فإن أي شخص يفهم أهمية الثقافة في المجتمع ويبني مشروعًا مبتكرا للاهتمام بها هو رائد أعمال ثقافي.
- ماذا يجب أن يتعلم الطالب من مقرّر "ريادة الأعمال الثقافية والابتكار" ؟
هذا المقرر مدخل تعليمي لريادة الأعمال الثقافية، بحيث يستطيع الطالب من خلال دراسة هذا المقرر الحصول على مجموعة من المعارف والنماذج التطبيقية العالمية والعربية في ريادة الأعمال ذات التوجه الثقافي، لتقريب الصورة للطلبة مع منحهم فكرة تقديم مقترحات في ريادة الأعمال الثقافية، ليتسنى تطبيق بعض الجوانب التي يمكن العمل عليها داخل المجموعات الطلابية والفريق الواحد، فهو مقرر يستمد من ريادة الأعمال والابتكار والتسارع الذي يحدث في العالم بهذا التخصص ليقرب للطلبة الحلول الإبداعية والابتكارية ليفتح أذهانهم للإثراء الذي حصل في حياة الناس والمجتمعات.
- كيف يساهم المقرر في تعريف الطلاب بمفهوم ريادة الأعمال وكيفية تطويرها؟
في هذا المقرر يتم تدارس المصطلحات الشائعة في ريادة الأعمال والقريبة من هذا التوجه والتعريف بالفروقات بين التاجر والمستثمر ورجل الأعمال ورائد الأعمال ورائد العمل الثقافي. كما يتم التوضيح حول معنى الفكرة المبتكرة والتي من اين يمكن أن تستمد فعلى سبيل المثال الأفكار هي: إما أنها مستعارة من سوق أخرى خارجية ولم تصل بعد إلى السوق المحلي لكنها اعتمدت على فكرة مبتكرة. أو أن رائد الأعمال أوجدها لحل مشكلة موجودة أصلاً في المجتمع المحلي. أو أنها فرصة نادرة ذات أهمية ويمكن تسويقها لدى زبائن مهتمين ويدفعون مقابلها مبالغ مجزية.
بالإضافة إلى جلسات العصف الذهني لدى مجموعات الطلبة والاجابة عن تساؤلات فيما يعترضهم من خصائص رائد الأعمال الثقافية إلى أن نصل إلى تقديم بعض المقترحات الأولية في هذا المجال.
إن فهم الطلبة لأنواع ريادة الأعمال الثقافية مدخلا مهم للوصول إلى تقديم المقترحات الريادية فهناك ريادة أعمال ثقافية مجتمعية ربحية وغير ربحية، وهناك ريادة الأعمال الثقافية الاستثمارية وهي ريادة الأعمال التقنية وريادة الأعمال الخدماتية وريادة الأعمال الصناعية الثقافية. ومن خلال الواقع الريادي بسلطنة عمان يحصل الطلبة على معرفة بمصادر تمويل رواد الاعمال والتي تتدرج من رائد العمل نفسه/ الطالب، أو من خلال دعم الأسرة له، ويمكن البحث عن المستثمرين الداعمين من بعض المؤسسات التي تستثمر في شركات ناشئة وفي الأعمال والمشاريع التجارية الصغيرة في مراحلها المبكرة مقابل إرجاع مبلغ الدعم أو الدخول في نسبة من المشروع. وهناك البنوك والمؤسسات المقرضة والممولة التي تقدم تسهيلات ميسرة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة مقابل تيسير السداد وبفوائد منخفضة نسبيا. فالجهات الحكومية والخاصة الداعمة في سلطنة عمان مثل بنك التنمية العماني، والهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وعمان الرقمية/ ساس لريادة الأعمال، ومجمع الابتكار مسقط، ومركز الشباب بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، ومركز الزبير للمؤسسات الصغيرة، ومختبرات عمان تل للابتكار، وغيرها من المؤسسات.
- هل هناك مشاريع طلابية ناجحة كانت ناتجا مباشراً لتعلمهم ضمن المقرر ؟
من خلال السنة الماضية تم تقديم عدد من المشاريع والمقترحات في ريادة الأعمال الثقافية والوصول ببعض هذه المشاريع والشركات الطلابية إلى طريق البحث عن التمويل وإطلاق المشاريع وأذكر هنا مشروع نجم للمانجا العربية، وتطبيق ابدع، ومشروع مسارك المهني الثقافي، ولعبة الكترونية ثقافية، ومشروع ميلاد، ومشروع تذكار، وتطبيق اقرأ، ومشروع سبا فان.
إن مقرر ريادة الأعمال الثقافية نافذة لكسب المعارف وتوجيه اهتمامات الطلبة نحو عالم ريادة الأعمال واكسابهم مهارات التفكير خارج الصندوق والثقة بالنفس والقدرة على بناء الشراكات والمثابرة والطموح والصبر والمخاطرة المدروسة، والطلبة تحملوا معنا جلسات العصف الذهني والبحث عن الفرص والقراءة العميقة في هذا التخصص ليتسنى لهم تطبيق ما تعلموه في هذه المقرر في حياته العملية المستقبلية.