X638311283768843821

 



  

Banner-02638735669713724437

 

ريادة الأعمال الثقافية والابتكار: مقررٌ جامعي يشعل فتيل الإبداع لدى الطلبة

 

  • أستطلاع/ أصيلة بنت أحمد المعولية

يُعَد مفهوم ريادة الأعمال تحولًا جوهريًا في الفكر الاقتصادي التقليدي الذي يعتمد على الدولة والقطاع الخاص والشركات والمؤسسات الكبرى. وقد شهد قطاع ريادة الأعمال نموًا كبيرًا خلال العقدين الماضيين، مما جعله مكونًا أساسيًا في الاقتصاد وفي عملية التنمية لأي بلد.

يسعى مقرّر "ريادة الأعمال الثقافيّة" في جامعة السلطان قابوس إلى إبراز أهمّيّة دور الثقافة في دعم الاقتصاد الإبداعيّ الّذي يعتمد على عناصر الفكر والابتكار والإنتاج. ويهدف المقرر إلى غرس ثقافة العمل الرياديّ وتعزيز الوعي بأهمّيته لدى الطالب؛ وذلك من خلال توجيه استعداداته وميوله نحو تبنّي روح القيادة والمبادرة، وإكسابه مهارات تساعده على ابتكار حلول إبداعيّة للمشكلات والتّحديات المجتمعيّة، استنادًا إلى العلوم الإنسانيّة والتطبيقيّة. علمًا أنّ هذا المقرّر يعدّ اختياريّ جامعة بمعدل ساعتين معتمدتين، ويستهدف طلبة الدراسات الجامعيّة الأولى جميعهم.

 

  • الدافع الأساسي لاختيار المقرر

يذكر محمد القرني، طالب في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية أنه التحق بهذه المادة التي تم طرحها لأول مرة في الفصل الدراسي خريف ٢٠٢٣، ويقول: "كان دافعي لاختيار هذه المادة هو شغفي بريادة الأعمال واهتمامي العميق بالجانب الاقتصادي بشكل عام. وتحدثنا شريفة الوهيبية، طالبة بكلية الحقوق عن تجربتها مع المقرر، وتقول:" في البداية سمعت عن المقرر من صديقتي وقالت لي أنه فريدٌ من نوعه ويجعل الطالب يتفاعل مع المادة ويُطبقها في نفس الوقت بدلاً من أن يتم تلقينه إياها، وأنا شخصياً كطالبة من كلية الحقوق أغلب المقررات التي أدرسها تتطلب الفهم والحفظ فأردت أن أتعلم شي أستمتع وأستفيد منه في نفس الوقت.

 

كما يتحدث الطالب عمار المزروعي عن الدافع وراء اختياره للمقرر قائلاً: "إن الدافع الذي جعلني أختار المقرر كان بسبب تحفيز أحد زملائي اللذين أخذوا المقرر سابقاً، وبالإضافة أنني قبل عن أختار المقرر اِحتكيت بطلبة المقرر واطلعت على طبيعة المقرر، فرأيت أن هذا المقرر مختلف بشكل تام عن المقررات الأخرى، طبيعة المقرر طبيعة عملية أكثر مما هي نظرية، تقدر تقول عنها علم حياة أكثر مما هي مجرد معلومات تملأ فيها عقلك بدون فائدة، وطبعاً بالتأكيد كلنا على علم بأهمية ريادة الأعمال في العصر الحالي، فأدركت أن هذا هو المقرر الذي سيعلمك ريادة الأعمال بشكل حقيقي". وتقول رحمة القرنية، طالبة في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية أن الدافع الأساسي وراء اختيارها للمقرر هو الفضول لمعرفة المزيد عن ريادة الأعمال الثقافية والابتكار.

 

  • مساهمات المقرر

يقول القرني: "ساهم المقرر بشكل كبير في غرس روح العمل الريادي لديّ. وتعلمت من خلاله الكثير من المعلومات الجديدة في عالم ريادة الأعمال، وعزز لدي روح القيادة والعمل الجماعي. بالإضافة إلى ذلك، اكتسبت مهارات تحويل الأفكار إلى مشاريع ريادية بخطوات منظمة ومدروسة، مما أضاف إلى معرفتي وصقل قدراتي العملية". وتضيف الوهيبية: "استفدت من المقرر كثيراً سواء من ناحية تطوير مهاراتي القيادية وتنظيم وقتي أو زيادة ثقتي وقدرتي على العمل في مجموعة، كذلك لم تقتصر استفادتي من الناحية العلمية فقط، بل وحتى مهاراتي قد تطورت الحمد لله، إذ أنني كنت من قبل أعاني من التوتر واللعثمة كثيراً في الكلام، ولكن ثقتي زادت بعدما درست هذا المقرر وعملت مع مجموعات واجتمعنا مع مختلف الناس الذين يعملون في الوزارات والشركات وغيرها".

كما يقول المسكري عن المقرر: "علمني المقرر عدم الاستسلام والسعي الدائم لتحقيق ما نريد. وعلى سبيل المثال، كنا نعاني أنا وفريقي من إيجاد فكرة للمشروع، ولكن بعدها استطعنا إيجاد فكرة مميزة وفريدة من نوعها وذلك من خلال توجيهات الدكتور سعيد السيابي". ويضيف المسكري، "إن إضافة الفكر الريادي للطلبة هي فكرة جداً عظيمة، ومن فوائدها أننا تعلمنا بأن الثروة لا تأتي بسهولة. وأيضاً لا يمكن للرياديّ بأن يكون رائدًا في حال لم يصنع شيئًا هو الأول فيه".

ويتحدث المزروعي عن المقرر أنه: "كان بمثابة بوصلة لنا في عالم ريادة الأعمال وأيضاً هو من أشعل الشرارة الأولى ودفعنا نحو العمل الريادي، علّمنا على طريقة اِنشاء الفكرة الريادية من الصفر وصولاً إلى رؤيتها كحقيقة على أرض الواقع، بدءاً من كيفيّة اِستلهام فكرة المشروع ووضع المقترحات ثم وضع نموذج العمل وبناء الشركة وطرق الحصول على التمويل وصولاً إلى إطلاق المشروع واستقراره والتطوير الدائم له". وتضيف القرنية: "إن أبرز ما يميز المقرر هو العمل الميداني، إذ تعدّى المشروع الذي اشتغلنا عليه طوال الفصل أن يكون مجرد مقرر جامعي عابر ننساه بعدما ينتهي الفصل، فلقد استمتعت بحضور عدد من الاجتماعات المثرية لمشروعنا الدراسي في خارج الجامعة بعد انتهاء الفصل الدراسي".

 

  • تجارب ودروس

ويعبر المزروعي عن تجربته في المقرر قائلا: "من أكثر الجوانب المفيدة والملهمة بالنسبة لي هي أنك ستبدأ تتعامل مع تجربة من مستوى عالٍ وبمعايير مرتفعة ستدفعك للخروج من منطقة الراحة والخروج من دائرة التفكير الاعتيادية أو بمعنى آخر ستبدأ تعمل خارج الصندوق، ستبدأ بالتعامل مع فريق وهذا يتطلب وجود مهارات الذكاء الاجتماعي لديك لضمان نجاح الفريق، من ثم ستبدأ بعقد اجتماعات مع جهات مختلفة،  منها مؤسسات حكومية ومؤسسات خاصة ورجال أعمال لعقد الشركات بينكم وهذا يطلب وجود مهارات التواصل والإقناع لديك لتنجح في هذه العملية، ولا ننسى فضل دكتور المادة الدكتور سعيد السيابي في ذلك حيث كان الموجّه النّاصح والمرشد والمساعد لنا في هذه العملية ككل". وتضيف القرنية: "في الحقيقة المقرر أفادني جدًا في خطوات بناء أي مشروع، بدأنا من الصفر وبفضل دكتور المقرر نجح المشروع وحصلنا على علامات عالية، كما تعلمنا بناء دراسة جدوى كاملة مع جمع آراء المستخدمين المستقبليين، إن هذا المشروع هو مشروع حقيقي عملنا عليه للمستقبل وسيرى النور قريبا".

وتشكر القرنية دكتور المقرر وكل العاملين عليه بقولها: "بفضل جهود الدكتور سعيد السيابي الذي جعل المادة أكثر متعة وسلاسة، حيث كان لنا سندًا وداعمًا لأفكارنا قبل كل شيء، كان يردد كثيرًا " أنا فخور بكم"، ونحن نقول له اليوم نحن كذلك فخورون بك وبالجهد الذي بذلته لإنجاح المشاريع ودعمها، فشكرًا لك". والشكر موصول للأستاذ حسن الدرمكي كذلك وهو الذي كانت له مساهمات ومساعدات عديدة في المقرر.

 

  • توصيات الطلبة

يوصي القرني بتنظيم زيارات ملهمة لشركات ناشئة أو مؤسسات حكومية مثل هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مع توفير دعم مالي لكل فريق عمل وذلك لتعزيز روح العمل الجماعي بينهم. كما يوصي المسكري بالتحسين من المقرر من خلال أن يكون المقرر في حصتين للأسبوع الواحد وذلك سيكون أفضل، لأن المادة من وجهة نظره تحتاج وقتًا أكثر لكي يستطيع الطلاب إيجاد أفكار قوية ويكون لديهم وقت للتحسين والتطوير وهدم العيوب. ويضيف المزروعي: " لا شيء يخلو من السلبيات، فهناك جوانب تحتاج إلى تحسين، من أبرز هذه الأشياء أتمنى أن تكون هناك مخصصات مالية لهذا المقرر تعطى لهذه المشاريع الناشئة وتعينهم في نقطة البداية لهذه المشاريع". كما توصي القرنية بضرورة تشكيل لجنة تقييم معينة ويكون لهم تجارب ريادية ويتم عرضها للطلاب لاحقاً.

 

ختاماً، إن ريادة الأعمال الثقافية والابتكار يساهمنَ في تعزيز البحث والتطوير على كافة المستويات لتحقيق أفضل الابتكارات الناجحة والتي تمتلك مساهمة إنتاجية فعالة، ومن الجدير بالذكر أنه وبالرغم من أهمية إنتاج أفكار تجارية جديدة إلا أنه من الضروري تنمية الأفكار لتطوير هيكل أعمال ناجح وهذا ما يسعى إليه مقرر "ريادة الأعمال الثقافية والابتكار" في جامعة السلطان قابوس.

 

 

 

About the Author

مزنة الحبسية

مزنة الحبسية

محرر محتوى