في مشهد يمّزج بين أصالة المعرفة وحداثة التكنولوجيا، اختتم مركز التعلم الذاتي بالجامعة بالتعاون مع شركة عنصر للتكنولوجيا فعاليات ركن "أسبوع أبعاد المستقبل 2" الذي أقيم في مركز التعلم الذاتي في الفترة من 14 وحتى 18 من أبريل 2024م، بحضور الأستاذ الدكتور سالم بن حمود الحارثي نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية وخدمة المجتمع، والأستاذ الدكتور حسين بن علي الخروصي مساعد نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية وخدمة المجتمع، والدكتور حمود بن سالم الشعيبي مدير مركز التعلم الذاتي وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية،  ليُسدل الستار على تجربة تعليمية ثورية فتحت آفاقًا جديدة أمام الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية.

وشهد الركن إقبالًا طيبا من الطلبة الذين توافدوا لاستكشاف تقنية "جهاز أمد" المبتكرة، والتي تُتيح لهم خوض تجربة تعليمية ثلاثية الأبعاد دون الحاجة لاستخدام نظارات خاصة.

وذكر الدكتور حمود الشعيبي، أن هذا التعاون المثمر جاء من باب حرص مركز التعلم الذاتي على تعزيز معرفة وثقافة طلبة الجامعة في المجال لأهمية تنمية المهارات التقنية ومواكبة الحداثة في مجال التعليم والتعلم وتفعيل مهارة التعلم الذاتي للاعتماد على أنفسهم واستغلال مثل هذه التقنيات لرفع مستوى التحصيل الدراسي لديهم. وتساعد التقنية ثلاثية الأبعاد في إيجاد بيئة تعليمية تفاعلية واقعية تسهل على الطلبة استيعاب المواد التعليمية لاسيما في الكليات مثل كلية الطب والهندسة والعلوم والتي تتطلب مقرراتها تطبيقا عمليا لترسيخ فهم الطلبة.

كما يسعى المركز مستقبلا لتكثيف البرامج والورش المتعلقة بتقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحقيق الهدف المرجو بتقديم الدعم الأكاديمي اللازم للطلبة بمساندة الكليات والجهات الأخرى وتفعيل دور المركز.

وفي هذا الإطار أوضح المهندس معاذ بن أحمد الهنائي الرئيس التنفيذي لشركة عنصر للتكنولوجيا: يعتمد "جهاز أمد" على تقنية متطورة تُمكّن المستخدم من التفاعل مع محتوى ثلاثي الأبعاد من خلال كاميرات دقيقة تُراقب حركة العين. وبفضل هذه التقنية، تتحول الشاشة إلى بوابة نحو عوالم معرفية غنية، حيث تصبح الصور أكثر وضوحًا وفهمًا، وتُسهل على الطلبة استيعاب المعلومات بطريقة مُلفته وفعّالة.

وأضاف الهنائي: لم تقتصر إمكانيات "جهاز أمد" على تسهيل عملية التعلم، بل تجاوزتها لتشمل تعزيز التفاعل مع المحتوى التعليمي، مما يُضفي على العملية التعليمية طابعًا من المتعة والحماس. إذ تُساهم الصور ثلاثية الأبعاد في تعزيز الفهم العميق للمفاهيم، خاصةً تلك المعقدة التي يصعب تصورها في الفضاء ثنائي الأبعاد.

وتُعدّ تقنية "جهاز أمد" خطوة هامة نحو تعزيز استخدام التكنولوجيا في التعليم، وتُمثل إضافة نوعية لجهود جامعة السلطان قابوس وعنصر للتكنولوجيا في تطوير العملية التعليمية وتوفير بيئة تعليمية متميزة لجميع الطلبة.

وقد أعرب المهندس عصام الإسماعيلي، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية بشركة عنصر للتكنولوجيا، عن سعادته الغامرة بنجاح فعاليات ركن "أسبوع أبعاد المستقبل 2"، مؤكدًا على التزام الشركة بنشر هذه التقنية المبتكرة في جميع المؤسسات التعليمية إيمانًا منها بأهميتها في تحسين جودة التعليم وتعزيز مهارات الطلبة، مشيرا إلى أنه تأتي هذه الخطوة استمرارًا لتوجه شركة عنصر الداعم لتمكين المجتمع وتوفير فرص للشباب للانخراط في التقنية والابتكار. ومن المتوقع أن يلقى جهاز "أمد" استحسانًا وتفاعلًا من قبل فئة الشباب وصناع المستقبل الذين يطمحون لاستغلال الفرص التكنولوجية وتحقيق تطلعاتهم في المجال الرقمي.

الجدير بالذكر أن النتائج تشير إلى أن الطلبة الذين يتعلمون باستخدام تقنية الأبعاد الثلاثة يتمتعون بذاكرة أقوى، حيث يحفظون 65٪ من المعلومات، بينما لا يتجاوز معدل الحفظ باستخدام النصوص 10٪ فقط. وإلى جانب ذلك، تُساهم تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز في رفع معدلات نجاح الطلبة بشكل ملحوظ، حيث تُحول نسب النجاح من 10٪ إلى 85٪. وتُقدم تقنية الأبعاد الثلاثة أيضًا حلولًا فعّالة لفهم المعلومات المعقدة والمجردة، وذلك من خلال عرضها بطريقة حية وتفاعلية تُسهل على الطلبة استيعابها، ونتيجة لهذه الفوائد المتعددة، تُشير الدراسات إلى أن تقنية الأبعاد الثلاثة تُمثل أداة تعليمية قوية تُمكن من تحسين جودة التعليم بشكل كبير.