المدرسة المُنْتجة: اتّجاه جديد في العملية التعليمية
ناقشت جامعة السلطان قابوس مُمثلة بكلية التربية، رسالة ماجستير في الدراسات العليا، مُقدمة من الطالبة يُسرى بنت عزان بن سالم الحبسية، حول تطبيق نموذج "المدرسة المُنْتِجَة" في المدارس الحكومية بسلطنة عُمان.
وقد أشرف على هذه الدراسة كل من الدكتور السعيد سعد الشامي أستاذ مساعد بكلية التربية، والدكتور محمد عبد الحميد لاشين أستاذ مشارك بكلية التربية، وترأست لجنة المناقشة النهائية للرسالة الدكتورة زينب بنت سعيد الشيذانية أستاذ مساعد بالكلية، وعضوية كل من الدكتور أحمد محمود محمد الزنفلي، أستاذ مشارك من جامعة الزقازيق بجمهورية مصر العربية كممتحن خارجي، والدكتور سالم بن سليم الغنبوصي أستاذ بكلية التربية قسم الأصول والإدارة التربوية كممتحن داخلي.
وهَدَفَتِ الدراسةُ إلى وَضْعِ آليَّات مقترحة لتطبيق المدرسة المُنْتِجَة في المدارس الحكومية بسلطنة عُمان، من خلال تحديد المتطلبات اللازمة لتطبيقها في أبعادٍ عِدَّةٍ؛ هي: (الإدارة، المعلم، الطَّلَبَة، المناهج الدراسية، البيئة الدَّاعمة والشَّراكة المجتمعية)، والكشف عن المُعَوِّقَات التي قد تُوَاجِهُ تطبيق المدرسة المُنْتِجَة من وجهة نظر مديري المدارس الحكومية في جميع محافظات سلطنة عُمان ومساعديهم.
وعرفت الدراسة "المدرسة المُنْتِجَة" إجراءً، أنَّها نَهْجٌ تعليميٌّ يُعَزِّزُ الرَّوَابِط بين الجوانب النظرية والعملية، وهو عبارة عن تَبَنِّي مبادرات ومشروعات على مستوى المدرسة تُسْهِمُ في صَقْلِ شخصيات الطَّلَبَة، وتُكْسِبُهم مهاراتِ القرن الواحد والعشرين، وتُعَزِّزُ لديهم الإبداع والابتكار ليكونوا مُنْتِجِين؛ تَمَاشِيًا مع تَوَجُّهات الاستراتيجية الوطنية للتعليم في سلطنة عُمَان 2040.
وتكمن أهمية الدراسة في مواكَبتها الاستراتيجية الوطنية للتعليم 2040 التي تدعم التَّوَجُّه نحو الاهتمام بالجانب الفني والتِّقني والمهني لمخرجات التعليم، كما يُرَجَّى أَنْ تَفْتَحَ آفاقًا للباحثين والمهتمِّين ومُتَّخِذِي القرار بتطوير جودة التعليم وتحسين كفاءة وأداء المدارس؛ للوصول إلى مخرجات تعليمية تتمتَّعُ بكفاءات ومهارات وخبرات متعدِّدة؛ لتكونَ لهم مرجِعًا مُهِمًّا.
وقد تسترشد وزارة التربية والتعليم بنتائج الدراسة، فتُفِيدَ المشرفين والإداريِّين العاملين بالوزارة فيما يَخُصُّ تخطيط المناهج العُمَانِيَّة وإضافة مفاهيم جديدة تتعلق بالمدرسة المُنْتِجَة، والاهتمام بتطبيق المشروعات التي تُحَقِّقُ الإنتاجية وتُكْسِبُ الطَّلَبَةَ المهارات والخبرات المتعدِّدة.
كما يُرَجَّى أَنْ تُفِيدَ الدراسةُ مديري المدارس الحكومية ومُتَّخِذِي القرار بإضافة اتِّجَاه جديد في العملية التعليمية يتعلق بإكساب الطَّلَبَة مهارات القرن الواحد والعشرين والإنتاجية وكيفية جَعْلِ مدارسهم مُنْتِجَةً؛ ما يُحَقِّقُ الفائدةَ لِلطَّلَبَةِ مستقبَلًا.
وفي إطار نتائج الدراسة ولأهمية الموضوع الذي تناولته؛ تقترح الباحثة إجراء مزيد من البحوث والدراسات ذات الصلة منها، الاحتياجات التدريبية اللازمة لقادة المدارس في ضوء نموذج المدرسة المُنْتِجَة، وتحليل استدامة نموذج المدرسة المُنْتِجَة وتحقيق التَّنمية الشاملة في البيئة التعليمية، وتحدِّيات تنفيذ نموذج المدرسة المُنْتِجَة وكيفية التَّغَلُّب عليها: دراسة تحليلية للمشكلات والحلول.
وخَلُصَتِ الدراسة بوضعِ آليَّات مقترحة لتطبيق المدرسة المُنْتِجَة في سلطنة عُمَان في ثلاث مراحل هي: (التهيئة، التنفيذ، التقويم)؛ أهمُّها ضرورةُ وَضْعِ أُطُرٍ وتشريعات مَعْنِيَّة بتطبيق المدرسة المُنْتِجَة من قِبَلِ وزارة التربية والتعليم.
About the Author