اكتسب استخدام الذكاء الاصطناعي في العلوم الاجتماعية أهمية كبيرة، إذ يوفر فرصًا مثيرة لتحسين البحث والتحليل وفهم المجتمعات والسلوك الإنساني، وقد قام فريق بحثي من جامعة السلطان قابوس بنشر أول دراسة عربية في تخصص الخدمة الاجتماعية تتناول دور (ChatGPT) في تعلم وممارسة العمل الاجتماعي بمجلة قضايا اجتماعية - جامعة أذربيجان، العدد الأول، المجلد الأول.

وشارك في إعداد الدراسة كلٌّ من د. أحمد ثابت هلال إبراهيم، د. عماد فاروق صالح، د. وفاء المعمرية، د. محمد الشربيني، د. مجدي عبد ربه - قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية.

وللتعرف على الدراسة وأهميتها كان لنا حوار مع الدكتور أحمد ثابت هلال إبراهيم من قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية.

• إلى ماذا سعت هذه الدراسة؟

سعت هذه الدراسة إلى استكشاف دور الذكاء الاصطناعي، وتحديدًا ChatGPT، في تعليم وممارسة العمل الاجتماعي. وكشفت الدراسة عن التحديات التي تعيق استخدام ChatGPT في العمل الاجتماعي وقدمت مجموعة من التوصيات لتعزيز تكامله في تعليم وممارسة العمل الاجتماعي في السياق العربي.

• ما استخدامات الذكاء الاصطناعي في تعليم العمل الاجتماعي؟

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتوفير خبرات تعليمية مخصصة لطلبة العمل الاجتماعي بناءً على أنماط التعلم والتفضيلات الخاصة بمدرسي المقررات، إضافة إلى قدرة الأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي على تحليل بيانات الطلبة وتكييف محتوى التعلم لتلبية الاحتياجات الفردية، ومساعدة الطلبة على التعلُّم بشكل مستقل. وكذلك من الممكن أن تساعد عمليات المحاكاة المدعومة بالذكاء الاصطناعي طلبة العمل الاجتماعي على تطوير مهاراتهم العملية من خلال توفير بيئات آمنة وخاضعة للرقابة لممارسة العمل مع العملاء. يمكن أن تساعد هذه المحاكاة الطلبة على اكتساب الخبرة والثقة قبل العمل مع عملاء حقيقيين. إضافة إلى مساعدتهم في إجراء التحليلات التنبؤية، وكذلك  تقديم دراسات الحالة والسيناريوهات التي تتطلب اتخاذ قرارات أخلاقية، بشكل يساعدهم على تطوير مهارات التفكير النقدي والوعي الأخلاقي، مما يؤدي إلى نتائج أفضل للعملاء والمجتمعات.

• ما التحديات التي تواجه أنظمة الذكاء الاصطناعي في العمل الاجتماعي؟

من أبر التحديات عدم قدرة تطبيقات الذكاء الاصطناعي على فهم وتحليل طبيعة العلاقات الاجتماعية البشرية ودرجة تعقيدها، وتقييم المشاعر والعواطف الإنسانية المعقدة ودورها في خلق المشاكل. وعدم دقة  النتائج التي يقدمها في بعض الحالات، أو حدوث أخطاء بسبب تصميم التطبيق. كما أن الكثير من النتائج التي يقدمها الذكاء الاصطناعي يتم اعتبارها بيانات متحيزة ثقافيًّا.

نعم يمكن لطلبة العمل الاجتماعي والأخصائيين الاجتماعيين الاعتماد بشكل أساسي على البيانات التي يقدمها التطبيق في بعض الأحيان، ولكن في المقابل يفتقر بعض الطلبة والأخصائيين الاجتماعيين إلى المهارات اللازمة لاستخدامChatGPT ، مثل إتقان مهارات الكمبيوتر وفهم عملياته وطرق تصفح الإنترنت واستخدام الأدوات المستندة إلى الويب ومعرفة التعلم الآلي.

• ما أهم مقترحات وتوصيات الدراسة؟

من المهم للأقسام الأكاديمية للعمل الاجتماعي تسريع تدريب الطلبة في مقرراتهم الدراسية حول كيفية استخدام ChatGPT للمساعدة في عملية التعلم. كذلك ضرورة تدريب أعضاء هيئة التدريس في تخصصات العمل الاجتماعي على كيفية دمج هذا النوع من التكنولوجيا في عملية التدريس والتعلم. كما ينبغي على المؤسسات الأكاديمية في الجامعات استخدام أدوات الكشف عن الانتحال العلمي لمراقبة الاستخدام غير الأخلاقي لـChatGPT. وهناك حاجة إلى العديد من الدراسات لإثبات أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في الممارسات المهنية للعمل الاجتماعي.