
- د. عذاري بنت عبدالله الزعابية/ مستشفى الجامعة.
كم امرأة تعرف أنت أنها مصابة بسرطان الثدي؟ معظمنا يعرف واحدة أو اثنتين أو أكثر، الإحصاءات العالمية تشير إلى أن واحدة من كل ٨ نساء ستصاب بسرطان الثدي.
هذه المرأة هي أم وزوجة وأخت وابنة، مرضها يؤلم زوجها وأباها وابنها وأخاها. هل انتهى دورها في الحياة بمجرد إصابتها؟ هل فقدت أنوثتها بعد العلاج الجراحي والكيماوي؟ للأسف هناك من ينظر من هذه الزاوية الضيقة.
وهناك من لا يهتم لموضوع سرطان الثدي لأنه لا يلامسه، ولكن هناك نقاط مهمة يجب على الجميع معرفتها:
1- ٥-١٠٪ من حالات سرطان الثدي سببها جيني وراثي، ولكن ٩٠-٩٥٪ سببها عوامل بيئية نستطيع التحكم ببعضها كالخمول البدني والسمنة والغذاء غير الصحي والتلوث البيئي.
2- نسبة الشفاء من سرطان الثدي تصل إلى ٩٠٪ إذا تم اكتشافه مبكرًا.
3- طريقة الاكتشاف المبكر هي الفحص الذاتي، لذا كل أم وبنت يجب أن تتعلمها وتعلم قريباتها. وكل أخ وأب عليهم أن يشجعوا بناتهم وأخواتهم على المواظبة عليها (هذا أبسط شيء يمكن تقديمه)، علمًا بأن أشعة الماموجرام هي الطريقة الأنسب للكشف المبكر لما بعد سن الـ٥٠.
4- ليس كل ورم في الثدي يعد ورمًا خبيثًا؛ 90% من كتل الثدي تعد أورامًا حميدة خصوصًا لدى صغار السن، ولكن كل كتلة في الثدي تستدعي الفحص للتأكد.
5- لسرطان الثدي أعراض كثيرة منها تغير في الجلد المحيط بالثدي، إفرازات، وتغير شكل الحلمة، وغيرها من الأعراض الواجب الانتباه لها.
6- سرطان الثدي لا يحدث بين يوم وليلة، بل يتطور خلال سنوات، لذا الانتظام على الفحص الذاتي منذ سن البلوغ سيساعد على اكتشافه مبكرًا.
7- السمنة هي من أقوى العوامل المسببة لسرطان الثدي، نصيحة لكل امرأة بأن تحافظ على وزن مثالي وأن تمارس الرياضة (يوميًّا) وتهتم لنوعية غذائها فما نراه من أطباق وحلويات في التجمعات يساعد على زيادة السمنة بين النساء.
8- حتى وإن تم اكتشاف المرض في مرحلة متقدمة فهناك علاجات جراحية ودوائية وإشعاعية أثبتت فعاليتها في التحكم بالمرض وتخفيف حدته.
9- عندما تفقد المرأة الثدي المصاب بسبب التدخل الجراحي أو تفقد شعرها بسبب العلاج، فهي تتأثر نفسيًا وتنتظر كلمات تشجيعية لا تتخللها كلمات ونظرات الشفقة والرحمة.
10- الإحصائية المقلقة هي أن واحدة من كل عشر نساء مصابات بسرطان الثدي تبلغ من العمر أقل من ٤٥ سنة، هذا السن هو المستقبل لأي وطن لذا التركيز على حمايتهم وتشجيعهم على الفحص الذاتي والاهتمام بنظام الحياة الصحي سيحمي مستقبلهن ومستقبل الوطن.
11- لا يجب الخجل من سرطان الثدي، كل امرأة عليها أن تلاحظ أي تغيير أو تكتل وتخبر به الطبيبة أو أحد أقاربها (فالحذر اليوم أفضل من التأسف غدًا).
الجدير بالذكر أن الكثير من النساء تغلبن على المرض بسبب مساندة أحب الناس لهن، فشكرًا لكل أب وأخ وابن وأم وأخت وبنت وقفوا وساندوا مريض السرطان، وشكرًا لكل من يسعى لأن يثقف كل امرأة من عائلته ويشجعها على الفحص الذاتي.. وخلاصة القول أنقذ امرأة تنقذ العالم.