آجور: الفرص كثيرة لمنتج يعتمد على تكنولوجيا الأشياء

حوار: سالم الشكيلي

في حوارنا مع المهندس وفيق آجور، مستشار أول في تقنية المعلومات بالبحرين – متخصص في تقنية المعلومات وهندسة الاتصالات اللاسلكية، أخبرنا آجور بأن إنترنت الأشياء مجموعة من الأجهزة تحمل مجسات وتقوم بقراءة الأشياء الموجودة في الواقع وتنقلها إلى قاعدة بيانات عبر قنوات اتصال توفرها في الأعم الغالب شركات الاتصالات، وتخزن هذه المعلومات وتصنف، ثم تحلل بهدف واحد وهو إعطاء أصحاب القرار القدرة على اتخاذ قرارات ذكية وبسرعة، لأنه يرى المعلومة كما تحدث على أرض الواقع.

أصحاب القرار

يشير المهندس إلى أن التقنية تخدم بشكل كبير أصحاب القرار في كل التخصصات، مثلا قسم الملاحة يريد أن يعرف ارتفاع البحر والمد والجزر وسرعة الرياح، نستطيع أن نأخذ كل هذه المعلومات إلى تطبيق يقوم بتحليل هذه المعلومات ثم يرسل رسائل إلى أصحاب القرار لتنبيه السفن التي من الممكن أن تتأثر بالأحوال الجوية السيئة. ويضيف: “على سبيل المثال في مجال الصحة، هناك مرضى بسبب المرض المزمن لا يستطيعون أن يأتوا إلى المستشفى بشكل دوري، فيمكن مراقبة حالة المريض صحيًّا عن بعد بتركيب مجسات تقرأ حرارته وضغطه ونسبة السكر فيه، ثم تنقل هذه المعلومات إلى مركز جمع المعلومات، ثم تحلل وتنقل للطبيب لمعرفة الحالة الصحية لهذا المريض هل هي جيدة أم أن الحالة تستدعي أن يتم استدعاؤه للعلاج.

فرصة

ويذكر آجور أن المنتجات التجارية غير موجودة بكثرة، وما زال هناك فرص كبيرة جدًّا للبحث عن فكرة لمنتج يعتمد على تكنولوجيا الأشياء، وشباب المنطقة لديهم فرصة ذهبية أن يصبحوا رواد أعمال، فالكثير منهم يشكون من قلة الوظائف، ويسأل: “ولماذا تربط نفسك بمؤسسة؟ لماذا لا تكون أنت المدير لشركتك التي تعمل في مجال إنترنت الأشياء، وتصبح مدير نفسك؟ ستحقق الكثير من العائد المالي والنفسي والمعنوي، وربما قد يكون المنتج ذا قيمة كبيرة للمجتمع، مما يدفعه إلى تقبله محليًّا ثم انتقالا إلى دول الخليج”، ويضيف: ولا يشترط أن يكون هناك منتج معين كقطعة تباع وتشترى، فمثلا قد يكون تطبيقًا يقوم بتحليل المعلومات الواردة عن المرضى ذوي الأمراض المزمنة، يُحلل هذه المعلومات التي تأتي عن طريق هذا المريض من خلال إنترنت الأشياء، ويضعها في صور أو رسومات تبين حالة المريض، ثم يبيع هذا التطبيق للمؤسسات الصحية وعلى رأسها المستشفيات الحكومية فيكون له عائد مادي كبير.

مميزات

وأكبر ميزة لهذه التقنية أنها متكاملة، فهي ليست فقط مجسات تقوم بقراءة المعلومات ونقلها إلى قاعدة البيانات، هناك أدوات وتحديدًا أدوات الذكاء الاصطناعي، وأدوات التعلم الأوتوماتيكي، هذه الأدوات قطعت أشواطًا كبيرة جدًّا في القدرة على أخذ كمٍّ هائل من المعلومات وترتيبها، ثم بعد تمرين معين ستكون قادرة على إعطاء إرشادات وتوجيهات كبيرة لصاحب القرار. ويذكر آجور أن “على الطلبة والشباب أن يتقلدوا مسؤولية الدخول في هذا المضمار ورفع القدرة التنافسية في عالم تقنية المعلومات والاتصالات لتحويل المجتمع إلى مجتمع رقمي وتقديم خدمات بشكل سريع وفعال. فعن طريق تقنية إنترنت الأشياء لا أحتاج إلى زيارة مؤسسة حكومية للحصول على خدمة، أستطيع الحصول على هذه الخدمة عن طريق الجوال، وهذا يوفر الجهد والوقت”.

مخاطر

وفي حديثه عن المخاطر قال: “كل تقنية تأتي بتحديات، لكن علينا أن نأخذ بالأسباب ما يمكننا أن نقلل به من هذه المخاطر، فإذا وقع الخطر يجب أن تكون تكلفته أقل ما تكون. لا شك أن تقنية إنترنت الأشياء، بالنظر لكونها تعتمد على الإنترنت، فمن مخاطرها هو أن الأجهزة المتصلة بالإنترنت من الممكن أن يتم اختراقها وتعطيلها، كما قلنا نأخذ بالأسباب التي تُقلل المخاطر، مثل تغيير الرقم السري بشكل دوري وجعله صعب التوقع، أي تعقيد الاختراق على المهاجم، ولا يوجد مهاجمون أذكياء يهاجمون مواقع ذات تحصين عالٍ لأنه سيأخذ منهم مجهودًا عاليًا وقد يفشل، فالقاعدة عند هؤلاء المهاجمين اختراق الأهداف السهلة، لذلك لابد لهذه الأجهزة التي ستتصل بالإنترنت أن تُصمم على أمن عالٍ مبكرًا”.