يُعرف البحث العلمي بأنه محاولة لاكتشاف المعرفة، والتنقيب عنها، وتطويرها وفحصها، وتحقيقها بتقصٍ دقيق ونقد عميق ثم عَرْضهَا عرضًا مكتملًا بذكاء وإدراك، لتسير في ركب الحضارة العالمية وتسهم فيه إسهامًا حيًّا شاملًا.
ويأتي هنا دور الباحث فلا بد أن يكون ملمًا بمهارات ومعارف تساعده من إتمام بحثه العلمي أو إنجاز أو ابتكار يسهم في خدمة البشرية.
في هذا المجال أطلق مركز البحوث الإنسانية برنامج “الباحث الناشئ” سعيًا منه إلى توسعة مجالات التدريب للطلبة الراغبين في صقل مهاراتهم البحثية ليستكملوا مسيرة البحث العلمي مستقبلًا… للمزيد حوارنا الدكتورة طيبة بنت عبد الله الكندية المشرفة على هذا البرنامج.
نشر الثقافة البحثية وتعليم المهارات الابتكارية
قالت الدكتورة طيبة: يهدف برنامج (الباحث الناشئ) إلى نشر الثقافة البحثية وتعليم المهارات البحثية والابتكارية للطلبة الراغبين بدخول المجال البحثي. ويسعى البرنامج بشكل عام لدعم وتطبيق الدراسات والبحوث الطلابية التي تسعى لبناء برامج الكشف عن الموهوبين منذ سنوات ما قبل المدرسة ورعايتهم، وتصميم البرامج الإثرائية التي تنمي إمكاناتهم واستعداداتهم إلى أقصى درجة وذلك بالمجالات التربوية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وقضايا المجتمع العماني. كما يهدف البرنامج إلى تنمية مهارات الطلبة وتبني أفكارهم ومشروعاتهم البحثية من خلال متخصصين بالجامعة، وصولًا إلى إخراج تلك الأفكار والمشروعات البحثية وتقديمها لتنافس على الفرص المخصصة لدعم البحوث الطلابية، وذلك للوصول للهدف الأسمى وهو إعداد جيل متميز من الطلبة الباحثين للمساهمة في تحقيق رؤية عمان 2040. وسيتولى تنفيذ البرنامج وإدارته وتخطيط فعالياته مركز البحوث الإنسانية مع التعاون مع الوحدات ذات العلاقة بالبحوث مثل مركز الدراسات العمانية، والطلبة مثل عمادة شؤون الطلبة، مع مشاركة بعض الشركات والمؤسسات كرعاة رسميين لهذا البرنامج.
تدريب الطلبة في مجال البحث العلمي
وأضافت أن للبرنامج عدة أهداف منها: المساهمة في تدريب الطلبة في مجال البحث العلمي. والتدريب على مهارات البحث، والتقدم للمنح البحثية المخصصة للطلبة، والعمل ضمن الفرق البحثية بالمركز، والتعاقد كمساعد باحث (وقد دأب المركز على هذا النهج منذ سنوات وساعد الكثير من خريجي الجامعة على العمل كمساعدي باحث)، وتقديم المركز لحلقات العمل والدورات والأنشطة التدريبية المتخصصة في مجالات العلوم الإنسانية، والتشغيل الطلابي في مجال البحث العلمي، وقيام الطلبة بعمل بحوث ودراسات فردية في مجال العلوم الإنسانية، وتنفيذ بحوث مشتركة مع طلبة الكليات المختلفة، والسعي إلى مشاركة الطلبة من البرنامج في مؤتمرات وندوات لعرض بحوثهم.
وذكرت الكندية أن هناك أهدافًا فرعية يسعى البرنامج إلى تحقيقها وهي: زيادة عدد الطلبة الباحثين، وزيادة الإنتاج العلمي (البحثي) الطلابي. ومع نهاية خطة البرنامج الفصلية سيتم تحقيق المخرجات الآتية: تدريب (15) طالبًا في مجال البحث العلمي، وتبني مشروع بحثي ممول من إنتاج المتدربين، ومشاركة باحث ناشئ في مؤتمر أو ندوة.
أما عن أهم أنشطة وفعاليات البرنامج فقالت: القيام بالبحوث في المجالات الإنسانية المختلفة، وإقامة ندوات وحلقات عمل تتعلق بمهارات البحث وأدواته، وإقامة جلسات حوارية لمناقشة أهم المهارات البحثية، ومناقشة أحد البحوث المميزة التي قام بها الطلبة، وإقامة مسابقة لاختيار أفضل ثلاثة بحوث للطلبة، وتنظيم يوم الباحث الناشئ، وإقامة ندوة أو مؤتمر لعرض بحوث الطلبة المتميزين، وإقامة جلسة حوارية لأحد البحوث المميزة، وإجراء لقاءات مع علماء وباحثين من داخل الجامعة وخارجها، وزيارات ميدانية لبعض المراكز البحثية والمكتبات ومصادر المعلومات.