في إطار البحث عن سبل تعزيز الشراكة مع المؤسسة المتحفية قام أعضاء الهيئة التدريسية بقسم التاريخ في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بزيارة المتحف الوطني العماني، بهدف التحضير لزيارات ميدانية لطلبة القسم مستقبلا، والوقوف على مستجدات المقتنيات، والتي قد تعزز آفاق البحث التاريخي لفائدة مشاريع تخرج طلبة الدراسات الجامعية الأولى. وكذلك السعي للبحث عن الوسائط والمصادر المتنوعة بالمتحف بغية توظيفها في تهيئة أطروحات ترقى لخدمة مجال البحث التاريخي المستقبلي.

كما سعت الزيارة إلى البحث عن إمكانية استثمار المؤسسة المتحفية ضمن مخرجات البرنامج الدراسي لقسم التاريخ في إطار ما يسعى إليه حاليا من تحديث للبرامج والخطط الدراسية، وفق تطلعات رؤية عمان 2040.

وذكرت الدكتورة فاطمة بلهواري، أستاذ مساعد بقسم التاريخ أن المتحف يطرح فرصًا مفيدة للتعاون الفعال في العملية التعليمية، حيث ينمي في طالب العلم دقة الملاحظة، والتفكير المنطقي السليم والموضوعي القائم على الأدلة والبرهنة، وبث روح المسؤولية الملزمة من خلال مقتنياته المتعددة والتي تمثل في عمومها وثائق ووسائل تعليمية تربوية نادرة ومهمة لمختلف الدراسات الإنسانية. مشيرة إلى أن هذه المقتنيات تعد مصدرًا لمعلومات مهمة من شأنها أن تفيد الباحث المتخصص، خاصة طلاب الدراسات العليا في مجال التاريخ بتأسيس أطروحات علمية جديدة من شأنها أن تطور من أدواتهم البحثية استنادا على الشواهد المادية، فضلاً عن استثمارها للخروج بنتائج قد تفيد كثيرًا في تثبيت بعض الحقائق أو نفيها من الأساس، حيث تؤلف الشكل الأكثر موضوعية، للتصدي للإشكاليات التي يطرحها التأريخ المكتوب.

جدير بالذكر أن المتحف الوطني العماني بمسقط يضم كمًا هائلا من التحف الأثرية موزعة على قاعات عرض مجهزة بتقنيات حديثة عالية الجودة. ومقتنيات أثرية ولقى فنية ذات جودة عالية قد تكون مادة يعتمد بها في دعم البحث التاريخي كتوفر أنواع من الأسلحة التقليدية ومنتوجات الصناعات الحِرفية من الآلات والأدوات والمعدّات الزراعية، وما يتصل بالأفلاج والنقود والعملات الورقية والمعدنية والخزف والأثاث. بالإضافة إلى الفنون التشكيلية والآلات والأدوات الموسيقية والصور الفوتوغرافية، وبعض نوادر المخطوطات والوثائق الرسمية التي تعود لحقب تاريخية متباينة من التاريخ العماني والعالمي.