X638311283768843821

 



  

Banner-02638735669713724437

 

مبادرة في تطوير أعضاء هيئة التدريس

لطالما تم الافتراض أن معرفة كيفية التدريس جزء من خبرة المحتوى، وحتى عندما تم الاعتراف بها كمهارة منفصلة، كان الاعتقاد أن الخبرة التدريسية يمكن تعلمها من خلال فترة التدريب في المهنة. ولكن ما هو رائج الآن هو مفهوم أن المعلمين يحتاجون إلى التدريب لتطوير فن التدريس، وقد أدركت العديد من كليات الطب في العالم أهمية تدريب المعلمين لتحسين أدائهم في أدوارهم التعليمية الأكاديمية. لهذا قامت الدكتورة نادية بنت محمد الوردية، أستاذ مشارك بقسم الكيمياء الحيوية في كلية الطب والعلوم الصحية، بتقديم ورقة عمل تحمل عنوان “مبادرات تطوير أعضاء هيئة التدريس في كلية الطب والعلوم الصحية، بجامعة السلطان قابوس” وتناقش هذه المساهمة الخاصة تأثير برنامج التطوير على أعضاء هيئة التدريس والكلية.. من خلال هذا اللقاء تعطينا الدكتورة تفاصيل ورقتها.

 

 

أمر ضروري

 

 

تقول الدكتورة نادية الوردية: “يعد تطوير أعضاء هيئة التدريس ضروريا لتحسين طرق التدريس والتعلم وتحديثها، ولتهيئة أعضاء هيئة التدريس في الاتجاهات الحديثة خصوصا في التعليم الطبي، وتحسين مهاراتهم العامة من حيث صلتها بالمناهج الجديدة والتقييم”.

 

 

جوانب التطوير

 

 

وتشير الدكتورة نادية الوردية إلى أن هناك أربعة جوانب يجب تطويرها في أعضاء هيئة التدريس هي: منهجيات التدريس والتقويم، والبحوث في التعليم الطبي، والقيادة، وتصميم المناهج. وتقوم كلية الطب والعلوم الصحية بالجامعة بتقديم برنامج من حلقات العمل المنتظمة والتي تقدم سنويا وأخرى قدمت لمرة واحدة فقط، ويتكون هذا البرنامج من دورات قصيرة وحلقات عمل وسلسلة من المحاضرات.

 

 

نتائج البرنامج

 

 

وتوضح الدكتورة نادية بأن عددًا كبيرًا من المشاركين الذين تمت متابعتهم بعد حضور البرنامج أفادوا بأنهم راجعوا وغيّروا أهدافهم التدريسية، وكتبوا أهدافًا تعليمية جديدة، وأدخلوا تغييرات على منهجياتهم التدريسية، واستعرضوا وصاغوا أسئلة جديدة واتخذوا خطوات لتقييم طرق التدريس. مشيرة إلى أن العديد من إنجازات الكلية ولو جزئيًا يمكن أن تُعزى إلى برنامج تطوير أعضاء هيئة التدريس. ففي عام 2013، تم اعتماد كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة السلطان قابوس من قبل جمعية التعليم الطبي في إقليم شرق المتوسط ​​بالتعاون مع الاتحاد العالمي للتعليم الطبي لمدة 10 سنوات، وفي عام 2014 تم اختيارها كأفضل كلية طب في العالم العربي وحازت على جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية. وتقول: “ربما لا يمكن عزو هذه الإنجازات إلى برنامج تطوير أعضاء هيئة التدريس وحده حيث إن تغيير المنهج ونظام التقييم الجديد وتطوير أعضاء هيئة التدريس في برنامج الدراسات العليا كانت كلها تغييرات تحدث في نفس الوقت. ولكن قدم برنامج تطوير أعضاء هيئة التدريس مساهمة كبيرة في هذا المجال”.

 

 

مسؤوليات جديدة للأعضاء

 

 

ومن النتائج الأخرى المنشورة لبرامج تطوير أعضاء هيئة التدريس هي المسؤوليات الجديدة المرتبطة بالتدريس والتقييم والمناصب القيادية وزيادة المنح الدراسية وترقية أعضاء هيئة التدريس. وتقول الدكتورة نادية الوردية: “يلاحظ أن معظم أعضاء هيئة التدريس في المناصب التعليمية والقيادية في الكلية قد شارك في برنامج تطوير أعضاء هيئة التدريس. ومع أنه من الصعب ربط هذه الإنجازات حصريًا ببرنامج تطوير أعضاء هيئة التدريس، إلا أن العديد من المهارات المطلوبة لهذه الوظائف يتم تطويرها من خلال مثل هذه البرامج”.

 

 

توصيات ورقة العمل

 

 

وتؤكد الدكتورة نادية الوردية على الحاجة إلى تعزيز المهارات والبناء على هذه البرامج لتشمل ورش عمل مركزة على موضوعات مثل التخطيط والتقييم المستمر للمهارات السريرية، وصيرفة الأسئلة والتدريس، وتقييم الاحتراف لأن هذه هي القضايا الحالية قيد المناقشة في الكلية. وتضيف: “لضمان نقل المهارات والمعرفة إلى مكان العمل، تدعو الورقة إلى الانتقال من حلقات العمل إلى مكان العمل والاستفادة من التعلم التجريبي. ولذلك هناك حاجة إلى برنامج فعال يوسع من الخبرة التدريسية للأطباء ويتجاوز التدريب المهني إلى شبكات اجتماعية ومهنية. وقد أظهرت هذه البرامج فوائد متعددة بصرف النظر عن تحسن أداء التدريس؛ فقد وجد أن المشاركين في مثل هذه البرامج أكثر وعيًا بأنفسهم، وأنهم اكتسبوا أدوارًا قيادية جديدة وزادوا من إنتاجيتهم الأكاديمية. وتعزز مثل هذه البرامج أيضًا إنشاء الشبكات الاجتماعية وتنمي الإحساس بالانتماء إلى المجتمع”.

 

 

توصية على برنامج متواصل

 

 

وتذكر الدكتورة نادية الوردية أن هناك أيضًا حاجة إلى برنامج مستمر من شأنه أن يؤدي إلى الحصول على شهادة في التعليم الطبي للأفراد المهتمين بمثل هذه المهنة. وقد يرتبط إكمال مثل هذا البرنامج بتوقع أن هؤلاء الأفراد سيلعبون دورًا رئيسيًا في المناهج المستقبلية وتصميم التقييم والتنفيذ وكميسرين في أنشطة تطوير أعضاء هيئة التدريس. ويتطلب تنفيذ هذا البرنامج دعم مؤسسي في هيئة وقت مخصص لهذه الفعاليات والترقية الأكاديمية، فبدون هذا الدعم لن يكون هناك تغيير في الثقافة التنظيمية التي تعزز التعلم وتقيِّمه.

 

About the Author

ايمان الحسنية

ايمان الحسنية

محرر محتوى