مساهمة المرأة في دعم المجتمع وحماية الهوية الوطنية والعادات والتقاليد
- أماني بنت خصيب الجلبوبية، رئيسة قسم التوعية والتوجيه، بمركز التوجيه الوظيفي.
تعد المرأة ركيزة أساسية في بناء المجتمعات وتطويرها، فهي تلعب دورًا حيويًا في مختلف جوانب الحياة، سواء على المستوى الاجتماعي، الثقافي، أو الاقتصادي. من خلال مساهمتها الفعالة في دعم المجتمع، تمكنت المرأة من تحقيق تقدم كبير في الحفاظ على الهوية الوطنية وحماية العادات والتقاليد، مع الحفاظ على توازن بين الحداثة والتمسك بالأصالة.
دور المرأة في دعم المجتمع
تساهم المرأة في دعم المجتمع من خلال مشاركتها في العمل والتعليم، إضافة إلى دورها في بناء الأسرة. فهي الأم والمربية التي تنشئ الأجيال الجديدة، وتزرع فيهم القيم الوطنية والانتماء إلى المجتمع. علاوة على ذلك، تعد المرأة عنصرًا هامًا في تعزيز التكافل الاجتماعي، سواء عبر عملها التطوعي أو من خلال مواقفها الريادية في المشاريع التنموية. في العديد من المجتمعات العربية، كان للمرأة دور فعال في قيادة مبادرات مجتمعية مثل التعليم، الصحة، والرعاية الاجتماعية.
تلعب المرأة دورًا بارزًا في الحفاظ على الهوية الوطنية، إذ تعد الناقل الرئيسي للثقافة والعادات من جيل إلى آخر. تبدأ هذه المسؤولية في الأسرة، حيث تعلّم الأطفال اللغة، العادات، والتقاليد. فهي الحامية الأولى للغة الأم، والمساهمة في غرس شعور الانتماء للوطن. إلى جانب ذلك، تظهر المرأة دورًا فعالًا في المجالات الثقافية والفنية، إذ تعبر من خلال الأدب، الموسيقى، والفن عن الهوية الوطنية بطريقة تحفظ التراث وتعرضه للعالم بأسره.
إلى جانب دورها في الحفاظ على الهوية الوطنية، تلعب المرأة دورًا أساسيًا في حماية العادات والتقاليد التي تشكل نسيج المجتمع. فهي تمثل حلقة الوصل بين الماضي والحاضر، من خلال نقل تقاليد الأسرة والمجتمع إلى الأجيال الجديدة. المرأة تحافظ على التراث الثقافي والاجتماعي عبر إحياء المناسبات التقليدية، التعليم، وحتى اختيار نمط الحياة الذي يتناسب مع قيم المجتمع. على سبيل المثال، تُعد العديد من العادات الغذائية، الزي الشعبي، والاحتفالات الخاصة جزءًا من دور المرأة في الحفاظ على التراث.
على الرغم من التطورات التكنولوجية والعولمة التي أثرت على جميع المجتمعات، تمكنت المرأة من خلق توازن بين التمسك بالقيم التقليدية وبين التكيف مع متطلبات العصر. فهي تدير هذا التوازن من خلال تعزيز الابتكار والتطور في المجتمع، مع الحفاظ على عناصر الهوية الوطنية. المرأة في المجتمعات المعاصرة لم تعد فقط حامية للتراث، بل أيضًا رائدة في الابتكار، مما يعزز دورها في تطوير المجتمع وحمايته من الانجراف وراء قيم غير متوافقة مع الهوية المحلية.
في المجمل، تعد المرأة جزءًا لا يتجزأ من بناء المجتمع وحماية هويته الوطنية وثقافته. من خلال دورها كأم، مربية، قائدة، ومواطنة، تساهم المرأة في تعزيز القيم الاجتماعية والحفاظ على التراث والعادات. كما أن دورها في حماية الهوية الوطنية لا يقتصر على الماضي، بل يمتد ليشمل مواجهة التحديات الحديثة التي تواجه الهوية في ظل التغيرات العالمية. إن تمكين المرأة في هذا السياق يعد ضرورة لضمان استدامة المجتمعات والحفاظ على هويتها الثقافية والتراثية.
About the Author